ماذا تعد السعودية لزوار عاصمتها؟
نوفمبر 2023,30


لطالما كان طموح السعوديين وتطلعهم للمستقبل ملهمين للعالم، فأصبحت المملكة بمقوماتها والتزامها وإيقاع تجربتها المتسارع محطة للمناسبات والمعارض والمؤتمرات والقمم والاحتفالات العالمية، الأمر الذي جعل تنافسها لاستضافة أي حدث رياضي أو ترفيهي أو ثقافي يشكل ثقلًا على المنافسين، حتى إن إعلانها عن الترشح لاستضافة كأس العالم 2034 جعلها المرشح الأوحد في دول آسيا ومنطقة الأوقيانوس حسبما أعلن الفيفا حينها، وعلى ذلك النهج كانت الرياض تستعرض مقوماتها لاستضافة معرض إكسبو 2030. 


ومع تسلم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قيادة ملف الاستضافة، أظهرت الرياض إمكانيات جغرافية وثقافية وقيمية واقتصادية، لتفي بوعدها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي.


وتهيأت الرياض بإعلان جاهزيتها لاستضافة كل بلدان العالم، متيحة الأجنحة لنحو 197 دولة و29 منظمة دولية، بتمثيل متساو لكل الدول، ودعم سخي لمنظمات القطاع العام والخاص والثالث، مبرزة مكانتها كملتقى لكل الشعوب، مستفيدة من موقعها الذي يجعلها على بعد 5 ساعات جوًا من 50% من سكان العالم. 


وتتطلع الرياض لأن تكون نسخة معرضها من العالم للعالم، بميزانية تحفز خطط المدينة الواسعة للاستثمار، وتسهّل دخول الشركات العالمية إلى قلب الرياض المضياف، وطاقات متحفزة لقيادة دفة الرحلة إلى مستقبل مستدام يتسم بالمساواة. 


كل شيء في الرياض يقدم وفق ثقافة يتلمّسها الزوار من أول مرة، فصانع المحتوى الكوري "مو بن لي" مأسور بدفء شعبها على حدّ تعبيره، قائلا إنه يريد أن يشارك العالم لماذا أحب هذه البلاد حقًا، ويعتقد أنها المكان المثالي لاستضافة معرض إكسبو 2030، وغير بعيد عنه كانت مستشارة الموضة الروسية "كارينا كوميل" التي ترى في الرياض المدينة الأسرع نموًا في العالم، وتؤكد أنه مع الإمكانات وفرص الأعمال الكبيرة "باتت أحلامي وأفكاري واقعًا ملموسًا". 


وقد استطاعت الرياض جعل مقوماتها المميزة عنوانًا عالميًا يتطلع للعيش فيه مختلف الباحثين عن الطموح، فالمصمّمة الأمريكية "براند جانو" تذهب إلى أن الرياض وجهة فريدة، ويجب أن تكون على قائمة اهتمامات الجميع، داعية المتطلعين للتغيير للحضور إليها، واستكشاف العديد من العجائب التي تحويها، ويوافقها المستثمر "مطاع نابليون بيل" بتعداد المميزات التي يراها، قائلًا إن الرياض صاعدة وبسرعة، فثقافتها مذهلة، والشعب مضياف، والمدينة آمنة، والطعام لذيذ. 


تشرع الرياض فضاءاتها لخلق تجربة تستقي من خبراتها وشراكاتها، فهي تشغل مركزًا عالميًا للأعمال والرياضة والثقافة والترفيه، وتحتوي على مشاريع ضخمة وعملاقة ستكون في استقبال زوارها، فهي التي تحتوي على أكبر حديقة حضرية في العالم "حديقة الملك سلمان"، وتتنفس عبر مشروع "الرياض الخضراء" الذي يتكفل بزراعة 7.5 ملايين شجرة.


وتسارع العاصمة السعودية خطوات مشاريعها التي تؤهلها لإيجاد مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة، مهيئة مشروع "المسار الرياضي"، الذي يمثل واجهتها الصحية للمشاة وراكبي الدراجات وحتى الخيول، فيما ستتيح لتنقلهم "مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام" بستة مسارات على امتداد 176 كلم و85 محطة. وإيمانًا بالفن تقدم الرياض أكبر استثمار حكومي في فن الأماكن العامة على مستوى العالم عبر "الرياض آرت". 


 وتعميقًا لتجربة الزوار وإثراء حضورهم، تسعى الرياض لإيصال عمق الثقافة السعودية، وتبرز "الدرعية" كأكبر موقع تراثي في العالم، ليستكشفوا فسحة الهندسة والثقافة والواقع الافتراضي في مشروع "المربع"، وتوفر لهم أفضل التجارب الترفيهية والرياضية والفنية في مشروع "القدية"، كما ترفدهم بفرصة استكشاف الجواهر غير المكتشفة بالمملكة ليصلوا إلى نيوم والعلا ومشروع البحر الأحمر. 


تتطلع الرياض لتقديم قصتها وتجربتها للعالم، فتحوّلاتها غير المسبوقة التي أنتجتها رؤية السعودية 2030 ستكون مرتكزًا لقيادة حقبة التغيير، والتوجه بالكوكب نحو استشراف مستقبله خلال استضافتها معرض إكسبو 2030 في الفترة من 1 أكتوبر 2030م إلى 1 أبريل 2031م.


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023