تعيش السعودية ورشة كبيرة منذ سنوات، تهدف لتطوير حلول اقتصادية تتعامل مع النفط "الزيت الأسود"، بوصفه أحد روافد الاقتصاد الوطني، لا الرافد الوحيد، عن طريق الاستثمار في المقومات الأخرى.
وفي السياق نفسه، تأتي مبادرة مستقبل الاستثمار التي تجري هذه الأيام في الرياض، والتي تهدف من خلالها المملكة إلى تسويق فرصها الاقتصادية المتنوعة لقادة الأعمال، ومناقشة سبل تطويرها بعيدًا عن النفط.
وتعد المواقع السياحية إحدى نقاط الجذب الاقتصادي التي تراهن عليها رؤية 2030 لتحقيق ذلك المستهدف، وأبرزها موقع العلا التاريخي شمال غربي السعودية، والذي يحضر في أروقة المنتدى عبر جناح تعريفي وهدية رمزية للزوار عبارة عن "مجموعة زراعة البان العربي" الذي يتضمن أصيصًا فخريًا وتربة زراعية محلية وبذور نبتة البان العطرية، التي تشتهر بها العلا، بالإضافة إلى بعض الأدوات الزراعية.
وتشتهر العلا بشجرة البان العربي، الذي استخلص منه الأنباط القدامى الزيوت العطرية قبل آلاف السنين، بوصفه مستحضرًا تجميليًا للطبقة الملكية، لذا عرف بين المتخصصين بـ"زيت الملوك".
ويمتاز السائل المستخرج من زهراتها البيضاء بالرائحة الخفيفة والقدرة على ترطيب البشرة، فيما يشتهر لدى المتخصصين بالطب الشعبي بوصفه زيتًا صحيًا لعلاج أمراض الدم والالتهابات، لاحتوائه على دهون غير مشبعة.
واختارت العلا البان هدية لزوارها لأنها تمثل بيئتها، بالإضافة لرمزية هذه النبتة الزيتية في تمثيل المرحلة الحالية بالاعتماد على الخصائص التي تميز البلاد لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الزيت الأسود.
وتشتهر المنطقة اليوم بوجود أكثر من 90 ألف شجرة بان عربي في واحاتها الصحراوية.