اليونسكو تدرج 15 موقعًا جديدًا إلى التراث العالمي
سبتمبر 2023,18


أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في جلساتها اليوم، فوز عدد من المواقع المرشحة بأغلبية الأصوات، للانضمام إلى قائمة اليونسكو في الدورة الـ45 المنعقدة في الرياض.

وأدرجت اللجنة موقع "تل السلطان - أريحا" الفلسطيني، بما يجعله أول موقع عربي يضاف إلى قائمة اليونسكو في هذه الدورة، وممر زرافشان - كاراكوم، أحد طرق الحرير المشتركة بين دول تركمانستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان في آسيا الوسطى، كما أضافت إلى القائمة الغابات الهيركانية الإيرانية - الأذربيجانية، والمشهد الثقافي بجيدو الإثيوبية لقائمة التراث العالمي.

وأدرجت إلى القائمة أيضًا كلًا من: كوتاماكو، أرض باتاماريبا في بنين، آثار حجر الغزلان ومواقع العصر البرونزي ذات الصلة في منغوليا، بالإضافة إلى موقع كوكور: الموقع الأثري لمدينة لينغابور القديمة أو تشوك قارقار في كمبوديا، كما أدرجت لجنة التراث جايا تومولي في جمهورية كوريا.

وانضمت كذلك غابات الشاي القديمة في جبل جينغماي بالصين إلى التراث العالمي، إلى جانب سانتينيكيتان في الهند، وخانات القوافل في جمهورية إيران الإسلامية، وترونديك - كلونديك في كندا، والحصون الدائرية لعصر الفايكنج في الدنمارك، والتراث اليهودي في العصور الوسطى في إرفورت بألمانيا، وكولديجا - جولدينجن في كورلاند بلاتفيا.

وأوضح مندوب أوزباكستان في الدورة أن ترشيح طريق الحرير لم يكن ليتم لولا جهود زملائه في طاجكستان، مؤكدًا أن هذه الطرق كانت نقاطًا تربط بين أصقاع المنطقة، وتبادل البضائع والأفكار بين الشرق والغرب.

أما ممثل تركمانستان، فقد أشار إلى أن طريق الحرير في تركمانستان قد لعب دورا مهمًا في التجارة والتواصل بين الشعوب، إضافة إلى كونه ظاهرة ثقافية وتاريخية استثنائية، مؤكدًا أن إدراج الموقع ضمن قوائم التراث العالمي يشكل إرثًا مهمًا للأجيال القادمة، لافتًا إلى أنه بفضل التعاون بين طاجكستان وأوزباكستان فقد تحققت خطوة مهمة تستحق الجهد الذي بذل من أجلها.

وعلى خلفية إدراج طريق الحرير للتراث العالمي، قال مندوب طاجاكستان: "إن الهدف الأساسي لإدراج المواقع التاريخية على قائمة التراث العالمي هو صونها ودراسة هذه المواقع التي تشكل أهمية كبيرة لكل تاريخ البشرية".

من جهته، أبدى مندوب أثيوبيا سعادة باختيار المشهد الثقافي بجيدو ضمن قائمة التراث العالمي، لما يتمتع به من مميزات في مجال الممارسات الزراعية المستدامة وإدارة الأشجار، مشيرًا إلى تميز المنطقة بنظام إيكولوجي استثنائي، وتحقيق المجتمع للازدهار في المنطقة، مؤكدًا أن المجتمع الإثيوبي لا يحترم الطبيعة فحسب، بل يصونها وهي جزء لا يتجزأ من حياته".

كما أكدت مندوبة دولة بنين أن دولتها ستأخذ "في القريب العاجل الإجراءات الضرورية لصون هذا الممتلك وإدارته بشكل ممتاز"، فيما نوهت كمبوديا بأن موقعها الذي تم إدراجه اليوم في القائمة لديه تاريخ كبير وعريض حتى إنه كان عاصمة الإمبراطورية في القرن العاشر. و"نؤكد لكم جميعًا التزامنا لكي ننفذ هذه التوصيات الثمينة، وأن الأمانة الوطنية والإقليمية ستسهر على صون هذا الممتلك".

وعلقت ممثلة منغوليا في اليونسكو بما يخص موقعها المدرج قائلة: "إن الموقع الذي أدرج على قائمة التراث العالمي ينبثق عن إبداع بشري، المعالم تفيد بعبقرية أجدادنا في منغوليا، فهي فعلًا تعطي الفكرة عن نمط العيش والتعايش باتساق مع الطبيعة، وتعزز التبادل الثقافي".

وعبّرت ممثلة كوريا عن فخر دولتها بهذا الإدراج، وقالت: "سنبذل قصارى جهدنا لصون هذا الممتلك"، فيما ترى ممثلة الصين أن موقع الصين المدرج أخيرًا "ملكنا جميعًا الآن، ونتمنى أن الجزء الذي لا يتجزأ من ثقافة الشعب الصيني سيصبح مرجعًا مستقبلًا لبلدان أخرى في إطار جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030".

من جهته، أوضح ممثلة دولة الهند أن الموقع المسجل في "مقاطعة بنغال التي فيها ولد الفنان طاغور الحائز على جائزة نوبل للأدب في 1913، ولقد حول طاغور هذا الموقع إلى مدرسة ومركز للفنون بناءً على نظام التعليم الهندي الأصيل، ورؤيته كانت تستند إلى وحدة البشرية والإنسانية جميعًا، وكان يستلهم من التقاليد الفلكلورية الأصيلة الهندية"، كما أعربت إيران عن امتنانها الخالص لإدراج خانات القوافل الفارسية على قائمة التراث العالمي، مؤكدًا أن "هذه الخانات لها طابع فريد من نوعه، ولها أهمية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي على مرّ القرون، إذ لم تكن أماكن للراحة والاستجمام للمسافرين وحسب، بل أماكن للتجارة والتعارف أيضًا".

ومن جانبها، شكرت ممثلة كندا "الشعوب الأصلية وقادتهم ولكل من عمل على هذا الترشيح وقدم لنا فرصة سانحة كي نعمق من فهم العالم للتراث الشعوب الأصلية".

 وترى ممثلة دولة الدنمارك أن هذا الترشيح التسلسلي لحصون عصر الفايكنج هو "ثمار وتعاون مطول بين كل الأطراف الفاعلة في الدولة والسلطات المحلية والمتاحف المسؤولة عن هذه الحصون".

 وهنأت ممثلة ألمانيا شعبها بمناسبة إدراج الموقع، وقالت: "هذا يبعث على السعادة، لكنه يضع كذلك مسؤوليات كبيرة على عاتقنا، ونحن ملتزمون بصون هذا التراث، ونقله إلى الأجيال القادمة".

واعتبر ممثل دولة لاتفيا أن هذا القرار يمثل "فرصة استثنائية لنُطلع العالم بأجمعه على القيمة التاريخية وجمال مدينة كولديجا".

وكانت اللجنة أدرجت ووسّعت حدود 4 مواقع جديدة على التراث العالمي أمس، وشملت الأماكن المدرجة كتلة غابات أودزالا - كوكوا في الكونغو، وغابات أندريفانا الجافة في مدغشقر، وبراكين وغابات جبل بوليه وبيتون شمال المارتينيك في فرنسا، ووسعت اللجنة حدود خليج ها لونج بي في فيتنام، ليشمل أرخبيل كات با.

ويترقب العالم إعلان لجنة التراث العالمي، نتائج التصويت لضم أكثر من 50 موقعًا جديدًا إلى قائمة التراث العالمي، من بينها 37 موقعًا ثقافيًا، و12 موقعًا طبيعيًا، وموقعان متعدّدا الأهمية، إلى جانب مناقشة 5 تعديلات على حدود المواقع التراثية القائمة.

وكانت اللجنة شرعت في ممارسة أعمالها الروتينية مثل مناقشة الأنظمة والتصويت على لوائحها على مدى الأسبوع الماضي، قبل أن تبدأ في الأسبوع الثاني التصويت على إدراج عشرات المواقع المرشحة لدخول قائمة التراث العالمي.

ومن المقرّر أن يستمر إدراج المواقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي حتى نهاية أعمال اللجنة في الـ 24 من سبتمبر الحالي.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023