"السدو والقَط العسيري".. كيف تأثرت بانفعالات وعواطف النساء؟
سبتمبر 2023,22

تواجه الفنون التقليدية الشائعة في السعودية ما تواجهه بقية الحرف اليدوية العتيقة في العالم من تحديات البقاء، في زمن باتت فيه مقتنيات الآلة أكثر شيوعًا، إلا أن فنَّين وثقتهما قوائم اليونسكو للتراث العالم يدينان للنساء باستمرارهما، وهما حياكة السدو ونقش القَط العسيري.

فقد احتكرت أنامل النساء هذين الفنّين على مرّ التاريخ، واكتسبا حضورهما بفضل ممارستهن له.

وبحسب الباحثة في التراث السعودي دليّل القحطاني، فقد "كانت مهمة جلب الصوف الخاص لصناعة منسوجات السدو مهمة الرجال، فيما تتولى النساء مهمة تنظيفه، ومن ثم غزله وصناعة المنسوجات التي تُفرش بها الخيام".

وأضافت "تأثر السدو بانفعالات النساء وعواطفهن، والحوادث التي كنّ يتعرضن لها، فيمكن أن ترى ثعبانًا أو عقربًا في بعض المنسوجات، ويمكن أن ترى هلالًا ونجمة وفقًا لتأملاتهن".

وكان السكان المحليون يستمدون الصوف الذي ينسجون به السدو من ظهور الخِراف والإبل، بوصفهما مصدرًا متجددًا لهذه المادة.

وتبدأ عملية صناعة منسوجات السدو بتنظيف الخيوط المتشابكة من العوالق عن طريق مشط خشبي، ومن ثم لفّها على المغزل، ثم تبدأ بعدها عملية لفّ المغازل في اتجاه واحد لبدء عملية النسج. 

وفي الجنوب السعودي، يبرز فن القَط العسيري المعماري، الذي يعد فنًا نسائيًا هو الآخر، وهي نقوش جدارية هندسية تتضمن 11 شكلًا لها أسماء محلية، مثل: البناه، والأرياش، والمحاريب، وتستخدم فيها 4 ألوان تستمد من الأشجار والأزهار وسحق الأحجار، وهي: الأسود، والأحمر، والأسود، والأخضر.

وعلى مرّ تاريخه الممتد لأكثر من 200 سنة، والذي حصل على اعتماد اليونسكو في 2017، فقد احتكرت النساء رسم القَط ونقشه، وعرف اجتماعيًا بوصفه فنًا لا ترفع ريشته إلا الإناث، ويحضر عادةً على الجدران الداخلية للمنازل، وتتكون قاعدته من الجبس الأبيض، إلا أن شكل النقوش بدأ بالدخول في الملبوسات والإكسسوارات والأثاث مؤخرًا.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023