"معرض الدفاع" يطوي أيامه تحت ضوء الإعلام والصفقات
فبراير 2024,19

 

 

طوى معرض الدفاع العالمي في العاصمة الرياض نسخته الثانية، بعد أيام حافلة بالحياة والابتكار وأحدث التقنيات، وحفاوة استثنائية بمشاركة المرأة والزوار، وسط هالة من الوجود العسكري وعقد الصفقات والعروض القتالية. 

وعقد المعرض الذي أقيم في الفترة ما بين 4-8 فبراير تحت شعار "للغد نستعد"، بهدف دعم أهداف المملكة في توطين 50٪؜ من الإنفاق الحكومي على الخدمات والمنتجات الدفاعية والعسكرية بحلول العام 2030، لا سيما المنتجات الجديدة التي ستؤدي دورًا محوريًّا في تشكيل مستقبل الدفاع.

 وشهد المعرض 61 عقد شراء بقيمة 26 مليار ريال سعودي، ومشاركة أكثر من 773 عارضًا بحضور441 وفدًا رسميًّا يمثّلون 116 دولة، وعشرات الآلاف من الزوار، كما تم توقيع 73 اتفاقية منها 17 اتفاقية مشاركة صناعية تمت طوال أيام المعرض.

ولدى افتتاح أعمال المعرض، أعرب وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، عن سعادته بـ"بتدشين أحدث طائرة نفاثة متقدمة من طراز «هوك تي 165» تم تجميعها في المملكة بأيدٍ وطنية بشكل كامل، وتكريم العاملين عليها"، مؤكدًا أن هذا الإنجاز "يعكس امتداد نجاحات رؤية سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في نقل وتوطين التقنية لقطاع الصناعات العسكرية".

وبحسب محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية، المهندس أحمد بن عبد العزيز العوهلي، فإن المعرض حقق نجاحًا لافتًا في ربط قادة الصناعة والمبتكرين من جميع أنحاء العالم بشكل فعّال، مشيرًا إلى أن هذه النسخة فتحت الأبواب أمام الأسواق العالمية لدخول سوق صناعة الدفاع والأمن في المملكة، كما أصبح المعرض منصة عالمية فعالة لتحقيق التواصل وتبادل المعرفة، وبناء العلاقات التجارية في جميع أنحاء العالم، والتعرف على أحدث الابتكارات والتقنيات في هذه الصناعة.

 

من جانبها، شاركت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ببرنامج المرأة في الدفاع. وأوضحت أن المملكة تولي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز عمل المرأة ودعمها في جميع القطاعات، ومن ضمنها قطاعات الدفاع والأمن. وقالت إن برنامج ''المرأة في الدفاع'' يتيح منصة مميزة تعزز فرص  نجاح المرأة السعودية، وذلك وسط تصفيق من حشود النساء الحاضرات، وتقديم الجنديات السعوديات لوحات من الاستعراض العسكري المبهر.

وكان المعرض احتفى خلال أيام نسخته الثانية 2024، بدور المرأة في القطاع، من خلال تنظيم برنامج المرأة في الدفاع، إلى جانب تنظيم برنامج "مواهب المستقبل" الذي يقدم معلومات قيمة للمواهب الشابة العاملة في هذا المجال؛ إذ تأتي هذه البرامج ضمن توجهات المعرض وسعيه إلى تقديم منصة عالمية رائدة تهتم بجميع الجوانب في الصناعة الحيوية.

وتستوقف "دينيس مانتوروف" نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة الروسي ما تتمتع به الرياض من مقومات جمالية، مؤكدًا أن زيارته الرابعة إليها من خلال المعرض تجعله يؤمن بأنها مكان مثمر لمزيد من العلاقات في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن التعاون مع المملكة اليوم يمر بمرحلة مليئة بالفعاليات السياسية والصناعية، فمن جانبنا "نقدم في المعرض مجموعة واسعة من المنتجات بما فيها الأنظمة المضادة للمسيرات والبنادق والذخائر، كما نستعرض طائرة للنقل ومدرعات ومسيرات، ولهذه المنتجات طلب كبير في أسواق المنطقة".

 

وعلى الصعيد الإعلامي، يمثل حضور وسائل الإعلام ركيزة مؤثرة في نقل أنشطة المعرض ومحتوياته الحديثة والمتقدمة.

وفي هذا الصدد، عملت وزارة الإعلام على تسخير المناسبة التي تقصدها النخب والجماهير من أنحاء العالم، باستعراض المشروعات العملاقة لرؤية السعودية 2030، خصوصًا تلك التي قد تستهوي فضول الزائرين مثل الدرعية، والمربع الجديد، والمسار الرياضي، والمستقبلية الحالمة، على غرار "نيوم" وحديقة الملك سلمان، والقدية، وسواها، من خلال عرض سينمائي على شاشات عملاقة، عمت بضوئها المكان.

وجندت الوزارة في سبيل تغطية المناسبة مئات الإعلاميين الدوليين الذين سهلت لهم الطريق، نحو أداء عملهم بما ساعد في نشر الفعالية العالمية على نطاق واسع من المستهدفين داخل المملكة وخارجها.

ويرى براء نور الذي غطى المعرض لصالح وكالة "أسوشيتد برس" أنه لاحظ اختلافًا كبيرًا بين المعرض وبقية المعارض الدولية المشابهة، إذ اتسمت نسخة الرياض بالسلاسة وحسن التنظيم والكم الهائل من تكنولوجيا الأسلحة، "فهناك سلاح لكل شيء يمكن أن تفكر فيه"، مشيراً إلى أن الأجمل من ذلك هو التنوع الذي ساد الفعالية، "فقد غطينا بفيديو كيف أن روسيا وأوكرانيا حاضرتان معًا بسلام في المعرض السعودي، كما ركزنا في الجانب الحربي على تقنيات "الدرونز" وأجهزة اكتشافها".

 من جهته أعرب محمد الراشد من قناة روسيا اليوم، عن سعادته بالتسهيلات المقدمة للإعلاميين في المعرض، وتنوع العروض المقدمة، فكان "حجم المعرض وعدد المشاركين فيه من دول ومصنعين للأنظمة الدفاعية، وعروض أحدث التقنيات في هذا المجال، مثيرًا لاهتمام وسائل الإعلام"، وهو ما قال إنه ليس بغريب على دولة مثل المملكة "تمتلك خبرات وقدرات نوعية تؤهلها للعب دور كبير، استطاعت من خلاله جمع العالم تحت سقف واحد".



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023