عندما يتعلق الأمر بالتراث غير المادي، لا يمكننا إلا أن نفخر بتنوع وغنى التقاليد والعادات التي يجسدها، وواحدة من أبرز تلك العادات تقديم الشاي والقهوة، التي تحتل مكانة مهمة في المجتمعات بشكل عام، وفي مجتمعاتنا العربية بشكل خاص؛ لتعكس تاريخنا وثقافتنا.
لذلك كان التراث غير المادي كالقهوة السعودية والشاي الصيني حاضرين في استقبال أعضاء لجنة التراث العالمي التي تعقد جلساتها في العاصمة الرياض في دورتها الـ ،45 والتي تستمر حتى اليوم الـ 25 من سبتمبر الجاري، باعتبارهما رمزًا للضيافة والتواصل الاجتماعي.
وأدرجت القهوة السعودية عام 2015 على قائمة التراث الثقافي غير المادي من قبل اليونسكو، باعتبارها تراثًا غير مادي، تقدم في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، مثل الأعراس والاجتماعات العائلية، بالإضافة إلى أنها تحمل قصصًا وتفاصيل تنقل التاريخ والهوية السعودية.
وهناك آداب توارثها أبناء شبه الجزيرة العربية في شرب القهوة، ومنها: أن تصب القهوة باليد اليسرى، ويُقدم الفنجان باليد اليمنى، ويكون تسليم الفنجان للذي يصب القهوة الذي يدعى «القهوجي» باليد اليمنى، وبعض المناطق يُشترط عدم ملء الفنجان تمامًا بالقهوة، وإنما تصب القهوة بمقدار نصف الفنجان وأقل، بينما عند البعض الآخر يشترط أن يكون الفنجان مملوءًا بالقهوة إلى آخره.
أما الشاي الصيني الذي أدرج في قائمة اليونسكو في عام 2022، فيعد جزءًا مهمًا من ثقافة الشعب الصيني منذ آلاف السنين، ويحتل مكانة كبيرة كتراث غير مادي في الصين، إذ يعكس تراثًا عميقًا وقيمًا ثقافية متنوعة ومتناغمة، بالإضافة إلى قدراته العلاجية والاسترخائية، ويشكل عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية للصينيين.