ما من شك بأن الممر الاقتصادي الذي أُعلن عنه في سبتمبر الماضي، والذي من شأنه أن يربط آسيا بأوروبا، سيكون محورًا رئيسًا في أحاديث رجال الأعمال الذين تواجدوا في الرياض لحضور مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها السابعة.
الممر الذي ينطلق من الهند، يضع المملكة العربية السعودية في قلب التحول اللوجستي العالمي، بوصفها القلب الجديد الذي يربط شرق العالم بغربه، إلا أن هذين الشتيتين اللذين لم يلتقيا بعد؛ إن فرقتهما الأزمات التي تعصف بالعالم منذ سنوات فسيلتقيان في السعودية أيضًا ولكن قبل شق الممر.
وبالنظر إلى جدول أعمال القمة التي ستستضيف 6000 شخص من قادة قطاع المال في العالم خلال 3 أيام، يمكن ملاحظة الحضور المتنوع الذي ستشهده القمة، فقد صرح الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس، بأن أكثر من 240 من صنّاع القرار الصينيين سيأتون إلى الرياض للمشاركة في النسخة السابعة، مضيفًا "هذا العدد الكبير ليس من الشركات المملوكة للدولة فحسب، بل يشمل أيضًا قيادات من القطاع الخاص، خاصة العاملين في قطاع صناعة التكنولوجيا".
كما يمثل "وول ستريت" نفسه في المؤتمر بشكل ثقيل، عبر مجموعة كبيرة من قيادات القطاع المصرفي والشركات الكبرى متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل شركة جي بي مورغان تشيس، وبلاك روك، وسيتي غروب، وجولدمان ساكس، وبلاك ستون، وبنك إتش سي بي سي، في تمثيل قد يكون الأرفع منذ انطلاق المنتدى في 2017.
ولا تغيب دول آسيا وأوروبا عن قائمة الحضور، نظرًا إلى تضمن جدول فعاليات ورش العمل والجلسات الحوارية ما يتطلب حضورًا مكثفًا، في إحدى صور الالتقاء الاقتصادي، الذي يَعِد به "الممر الاقتصادي" قبل انطلاقه حتى.
ويعد الممر الاقتصادي هو المسار الموازي لمشروع "الحزام والطريق" الصيني، ويهدف إلى ربط دول قلب آسيا النامية بأوروبا انطلاقًا من الهند ومرورًا بعدد من دول الشرق الأوسط، سعيًا من هذه المجموعة إلى تخفيض التكاليف اللوجستية للنقل، في أكبر تجمع اقتصادي لدول آسيا وأوروبا في العالم.