رغم بداية العمل الأكاديمي بكهوف جبال الأبينيني الإيطالية في القرن السادس عشر، إلا أن ذلك لم يشفع لها بولوج قائمة التراث العالمي إلا قبل أيام، لتصبح أطول رحلة في تسجيل التراث ضمن القائمة العالمية التي ضمت 50 موقعًا في الدورة الموسعة للجنة التراث العالمي المقامة أعمالها في الرياض خلال الفترة 10-25 سبتمبر الجاري.
وتمثل الكارست والكهوف المتشكلة بفعل التبخر في جبال الأبينيني الشمالية الإيطالية، أحد المواقع الكارستية الجبسية واسعة النطاق، إذ نشرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" على موقعها الرسمي أنها من الأماكن التي حوفظ عليها بصورة مبهرة، مبينة أنها مجموعة واسعة من الكهوف التي يزيد عددها على 900 كهف، وتمتد على طول 100 كلم.
وتستمد الكهوف الكارستية الإيطالية أهميتها التراثية من أنها أعمق الكهوف الجبسية على مستوى العالم، إذ يصل عمقها إلى 265 مترًا تحت سطح الأرض، وهي بمثابة أول موقع كارست تبخيري، حيث بدأ العمل الأكاديمي فيها منذ القرن السادس عشر، واستمر خلال القرون الماضية حتى وصلت أخيرًا لقائمة التراث العالمي باليونسكو.
وعلى خلفية إدراج الموقع للتراث العالمي، قال مندوب إيطاليا في اليونسكو: "إيطاليا هذه المرة نوعت من تراثها العالمي من خلال ممتلك طبيعي، وبهذا نسلط الضوء على كنوز كوكبنا ومسؤوليتنا المتزايدة لصون هذه الكنوز ونقلها للأجيال اللاحقة"، مضيفًا "إن إدراج هذا الممتلك على قائمة التراث العالمي هو فرصة جديدة لكي نشارك معارفنا مع كل البلدان".