المفتي وكبار علماء المسلمين يدعون إلى "تعظيم الحج"
يونيو 2024,11

دعا جمع من الفقهاء والمفتين في السعودية والعالم الإسلامي حجاج بيت الله الحرام إلى استشعار عظمة شعيرة الحج، بوصفها أحد أركان الإسلام، وذلك لأدائها على أكمل وجه، طبقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية الغراء، التي حرمت في النسك الإسلامي العظيم حتى ما يباح في غيره "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج".


وأوصى مفتي السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، حجّاج بيته الحرام باستشعار عظمة فريضة الحج ونعمة الله على المسلمين، بما يسر الله تعالى لهم من حج بيته الحرام، والاجتماع في أمكنته المباركة، "في ظل خدمات عظيمة وتسهيلات كبيرة تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أسهمت بفضل الله في أن يؤدي الحجاج حج بيته الحرام في يسر وطمأنينة، وسلامة وسكينة".


ونوه المفتي، في كلمته التوجيهية أمام "ندوة الحج الكبرى" في مكة المكرمة إلى أن المملكة أشرفت على الحرمين الشريفين "وسخّرت إمكاناتها ليؤدي الحجاج والمعتمرون نسكهم بكل يسر وسكينة، وأصدرت الأنظمة والتعليمات المتعددة التي تعين الحاج منذ وصوله إلى المملكة إلى تنقله في أداء شعائره، ومن ثم عودته إلى دياره ووطنه".


 وأسدى في هذا السياق النصح لحجاج بيت الله الحرام بأن يراعوا تلك الأنظمة، قائلاً "ليعلم الحاج أن ذلك من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تعظيم حرمات الله في الحرم فإن هذه الأنظمة ما وضعت إلا لتعظيم هذه الشعيرة وتمكين للحجاج والعاملين في أن يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسكينة.


وأوضح مفتي السعودية أن الله خلق الإنسان لعبادته، وإقامة أمره، وتحكيم شرعه؛ مبيناً أن الله فرض على المسلمين حج بيته الحرام، مرّة واحدة في العمر، لمن استطاع إليه سبيلًا، مبينًا صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، والدروس المستفادة من رحلة حجه العظيمة.

وبيّن عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الشيخ سعد الشثري، أن مناسك الحج تنقل معاني عظيمة يفعلها الحجاج حتى يكون للحج أثره في الأمة جمعاء؛ لافتًا النظر إلى أن هذه الشريعة مبنية على التوسعة على الناس وفق قوله تعالى "ما جعل عليكم في الدين من حرج"؛ ومن الضوابط المتعلقة بالرخص هناك عدد من الضوابط، من أولها عدم مخالفة النص الشرعي الواضح في المسالة فإن الله جل وعلا قد تعبد العباد بالسير على مقتضى النصوص، إذ قال تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون"؛ والضابط الثاني في هذا الباب مراعاة مقاصد الشريعة وثالثها تحقيق المصلحة، ورابعها موافقة أو عدم مخالفة الأنظمة التي تصدرها الجهات التي يقوم عليها ولي الأمر.


 وعرج عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن حميد، على ما تقوم به المملكة من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين ورعايتهم، وخدمة حجاج بيت الله الحرام وقاصدي الحرمين الشريفين، متوجهاً بالشكر لوزارة الحج والعمرة على تنظيم الندوة المباركة، سائلاً الله عز وجل أن يرزق الجميع الإخلاص في القول والعمل.


من جهته أكد مفتي جمهورية مصر شوقي علام أنَّ "من مظاهر تيسير الشريعة في فريضة الحج، أن جعلت من ضمن شروط هذه الفريضة الاستطاعة، والتي تشمل القدرة المالية والقدرة البدنية وسلامة الطريق، ويدخل في نطاق الاستطاعة في هذا العصر اتباع الأنظمة والالتزام بالإجراءات والقوانين المنظِّمة لأداء فريضة الحج، ومن ضِمنها استخراج تأشيرة الحج من الجهات الرسمية المعتمدة، فتأشيرة الحج هي الأساس في ذلك دون التأشيرات الأخرى".


وشدَّد مفتي الجمهورية على أن اتباع تلك التعليمات "يتوافق مع مقاصد الشريعة في الحفاظ على نفوس وأرواح الحجاج، وفي التيسير على الحجاج بتسهيل أداء المناسك، وكذلك في دفع مفاسد الازدحام الذي يعوق تنقلات الحجاج ويسبب التدافع الذي قد يقود إلى التهلكة، كما أنَّ الالتزام بهذه الإجراءات يضمن للحجاج الحماية القانونية ومنعهم من التعرض للمساءلة القانونية".