لطالما كان التراث هو المعبر عن هوية وثقافة الأمم والمجتمعات وتحضرها، ومن هذا المنطلق، عملت المملكة العربية السعودية على تنمية الجهود المتعلقة بالتراث الوطني وتعزيز أساليب حمايته، ورفع مستوى الوعي والاهتمام به، إلى جانب تطوير القطاع ودعم العاملين فيه.
إستراتيجية للتطوير
من حي الطريف التاريخي في الدرعية حيث الأصالة والعراقة، أطلقت هيئة التراث في 2021 إستراتيجيتها لتطوير قطاع التراث في المملكة، ودعم وتمكين الفاعلين فيه، بالمواءمة مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 والإستراتيجية الوطنية للثقافة.
وحددت هيئة التراث رؤيتها بـ"الاحتفاء بتراثنا كثروة ثقافية وطنية وعالمية"، فيما نصّت رسالتها على: "حماية وإدارة وتمكين الابتكار والتطوير المستدام لمكونات التراث الثقافي"، وتمثلت ركائزها الإستراتيجية في 8 ركائز، هي: الحماية والمحافظة على الثروة الثقافية والمواقع الأثرية وإدارتها بفعالية، وتعزيز الأبحاث وتنمية المواهب المتخصصة في التراث، واستخدام أحدث التقنيات الرقمية في سلسلة القيمة التراثية، ووضع الأنظمة واللوائح المناسبة وإصدار الرخص، والعمل على نطاق واسع مع القطاع الخاص، وتوفير التمويل ودعم الوكالات الدولية، وخلق وعي لدى الجمهور من خلال النشر فيما يخص التراث الثقافي، والعمل من خلال الشراكات الواسعة النطاق على المستويين المحلي والعالمي.
نقوش السعودية
لدعم الجهود المبذولة والمبادرات المعززة في المحافظة على التراث، أطلقت هيئة التراث مبادرة "نقوش السعودية"، بهدف رفع الوعي وتعزيز الاهتمام بالفنون الصخرية والنقوش الكتابية، وخلق تفاعل مجتمعي حولها.
وتسهم المبادرة التي تأتي برعاية وزارة الثقافة وتشرف عليها هيئة التراث؛ في تفعيل دور أفراد المجتمع في إحياء التراث الوطني، المتمثل في الفنون الصخرية والنقوش على صخور وجبال المملكة، كما تمثل دعوة مفتوحة للتعرف على النقوش الكتابية، واكتشاف الفنون الصخرية المنتشرة في أرجاء المملكة.
التراث الصناعي
أطلقت وزارة الثقافة برنامج التراث الصناعي، لبناء شبكة تُعنى بحفظ التراث الصناعي السعودي، من خلال تخليد أثر المنشآت الصناعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإظهارها للمجتمع كمعالم أثرية لإبراز دور النهضة السعودية في الصناعة العالمية، وذلك من خلال إعادة تأهيل المنشآت، وتسويقها كوجهات ثقافية وسياحية.
ويأتي إطلاق وزارة الثقافة للبرنامج من اهتمامها بدعم جميع جوانب التعبير الثقافي في المملكة، سواء المادية أو غير المادية، ويشمل ذلك التراث بجميع أنواعه، والذي يعد أحد قطاعاتها الستة عشر.
ومن هذا المنطلق وتماشيًا مع رؤية المملكة 2030، أطلقت وزارة الثقافة مسابقة التراث الصناعي، التي تتضمن إطلاق تحديات تهدف إلى إشراك وتحفيز جميع فئات المجتمع لإبراز التاريخ الصناعي في المملكة، وذلك من خلال اكتشاف المعالم الصناعية، وتوثيق تاريخها المادي والاجتماعي، تأكيدًا على عمق ومكانة المملكة التاريخية والحضارية.
مسرّعة أعمال
ولدعم المستثمرين ورواد الأعمال في القطاع، أطلقت هيئة التراث برنامج مسرعة أعمال لإحراز نمو وتوسع للشركات الناشئة، حيث يُعنى بتقديم مساحات عمل، وخدمات استشارية وإرشادية وتوجيهية وتدريبية لرواد الأعمال والمستثمرين، بالإضافة إلى تمكينهم من المشاركة في الفعاليات المتعددة.
وتتلخص أهداف البرنامج في خلق فرص استثمارية لرواد الأعمال في قطاع التراث، ودعم الشباب السعودي والحرفيين، وإيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات في هذا المجال، وكذلك رفع جودة المنتجات والخدمات المقدمة، ودعم المجالات التي تخدم هذا القطاع في المملكة.