أنهت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" من العاصمة الرياض، أعمال أطول دورة تقيمها لجنة التراث العالمي التابعة لها، عالجت خلالها عددًا من الملفات، إضافة إلى الترشيحات المؤجلة في دورات سابقة، حيث ناقشت خلال الأسبوعين الماضيين 50 ملفًا مرشحًا للإدراج في قوائم التراث العالمي من مختلف قارات العالم.
وأوضح ممثل السعودية المترأسة اللجنة الدكتور عبدالإله الطخيس، أن استضافة المملكة للدورة الموسعة الـ45 للجنة كانت تاريخية، إذ تعد أكثر دورات اللجنة توسعًا، كما تمثل أطول الدورات التي عقدتها خلال السنوات الأخيرة، كما شهدت ترشيح أعداد كبيرة من مواقع التراث العالمي، إذ نوقش خلالها إدراج 50 موقعًا بهدف إدراجها ضمن قوائم التراث العالمي، كما تمت مراجعة أكثر من 260 تقرير حالة صون للمواقع المدرجة.
واستمدت الدورة أهميتها الاستثنائية، بحسب الطخيس، من خلال تسجيلها مواقع جديدة في دول لم يسبق لها تسجيل أي مواقع ضمن قوائم التراث العالمي، مثل راوندا، كما تم خلالها تسجيل أول موقع طبيعي سعودي في التراث العالمي، فضلًا عن مميزاتها المتعددة في جوانب الترتيب والزيارات، والإعلام، والمشاركة الفاعلة للوفود.
وفيما يتعلق برئاسته للجلسات، أكد الطخيس أنها ليست بالأمر السهل، إذ تعد من أهم اللجان العالمية في سن السياسات والتشريعات المتعلقة بالمحافظة على التراث، مؤكدًا في الوقت نفسه أن العمل مع 21 دولة من مختلف القارات يشكل تجربة استثنائية وفريدة، موضحًا أن العمل أُنجز بروح الفريق الواحد، حيث نتجت عنه قرارات ونقاشات أدت للخروج بتوصيات من شأنها تحسين حالة مواقع التراث العالمي، واستدامتها على المستوى البعيد.
وكان المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، علق على استضافة المملكة لأعمال اللجنة بقوله: "نحن بصفتنا هيئات استشارية نتطلع إلى مواصلة العمل لتنفيذ الاتفاقية، بهدف ضمان صون ممتلكات العالم الثقافية والطبيعية"، مضيفًا "هذه أطول جلسة حضورية للجنة التراث العالمي في تاريخها، ونظمت في مدة قصيرة نسبيًا، ولكن كل الأمور جرت بشكل ممتاز".
وهو الأمر الذي أكده مدير التراث العالمي في اليونسكو لازار إيلوندو أسومو حين قال: "خلال الأسبوعين الماضيين، شهدنا أطول دورة للجنة التراث العالمي، هذه الدورة كان فيها أكثر من 1,350 مشاركًا من أكثر من 131 دولة، كلهم كانوا حاضرين هنا لأول مرة منذ عام 2019".
وأضاف أسومو: "أود أن أعرب باسم الأمانة عن أطيب التمنيات لمواصلة النجاح والسعادة لشعب المملكة العربية السعودية في اليوم الوطني السعودي الذي احتفلنا به أمس"، مختتمًا حديثه بقوله: إن مدينة الرياض رحبت بنا بخاطر وقلب مفتوحين، وأثرَتنا التجارب الثقافية والتقاليد وطيبة الجميع".
وكانت المملكة انتخبت رئيسًا للجنة التراث العالمي في دورتها الـ45، قبل أن تنعقد في الرياض في الفترة ما بين 15-25 من الشهر الحالي، لتختتم أعمالها اليوم، بعد أسبوعين حافلين من العمل والجولات التراثية والنقاشات الجانبية، وسط تنظيم من وزارة الثقافة وقطاعاتها المختلفة، خصوصًا اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، التي أثنى الحضور على حفاوة منسوبيها بالوفد العالمي، الذي شارك أيضًا السعوديين في الاحتفال باليوم الوطني، وعاد حسب أقوال منسوبيه محملا بالذكريات الطيبة عن المملكة وشعبها المضياف.