"المرقوق" السعودي يزاحم "الكومير" وأخواتها في باريس
نوفمبر 2023,26


على غرار الخارطة التي تشكل العالم، تُمثّل الأطباق الشعبية بمذاقاتها رابطة تجمع شعوب الأرض المتطلعة للعيش والحياة الرغيدة، وخلال مشاركة المملكة في اجتماع الجمعية العمومية الـ 173 لاختيار الدولة المستضيفة لمعرض إكسبو 2030 في العاصمة الفرنسية باريس، كان "المرقوق" السعودي يزاحم "الكومير" الفرنسي على طاولة التفاعل الحضاري والتبادل الثقافي المصاحب، الذي تنظمه الجهات السعودية في عاصمة الأنوار.


تسرد الأطعمة سيرة شعوبها وقيمها وتاريخها، فيتذوق الزائر نكهة معجونة من البيئة المحلية، ورائحتها تعبق بخيرات تلك الأرض، ومكوناتها تعتمد على ثمارها، فأطباق: الجريش، والمرقوق، والكبسة، تحكي وصفات سعودية عبرت الأجيال، وتلاقت على مائدتها الأسرة، وتشكلت خلالها هوية غذائية وبنية اجتماعية تعتز بالأهل وترحب بالضيوف. 


لا يكتفي أعضاء المكتب الدولي للمعرض باستكشافهم للمملكة بمقوماتها الاقتصادية والاستثمارية، بل يتعرفون أيضًا على الثقافة السعودية عبر عادات وتقاليد تقديم الطعام، ويبحرون مع المذاقات ووصفاتها في فنون الطبخ الشعبي، المحضرة وفق مقادير محلية وأطباق تراثية تقدم في قالب يمزج بين المتعة والأجواء التاريخية. 


يحضر المرقوق على طاولة الفرنسيين معجونًا من طحين البر المضاف إليه الخضروات واللحم، كما يتشكل الجريش من منتجات حبوب القمح أو الحنطة  المجروشة التي تمتزج بمكوناتها مع اللحم وبعض التتبيلات، فيما ترى الكاتبة هنوف السليم أن المطبخ السعودي أصيل بما يحويه من إرث عميق يزيّن الموائد بالأطباق التراثية المختلفة. ولاتساع مساحة المملكة الشاسعة وتنوُّع تضاريسها وتعدُّد مناطقها، نجد فيها عوالم أخرى من التنوع الثقافي في الأطعمة، فلكل منطقة طابع خاص وهوية خاصة تتفرد بها، ولعل ما يربطها جميعًا هو الاعتماد الكبير على منتجات المحاصيل القمحية، وحبوب الدخن، واللبن، والتمر، ومن هذه الأربعة، تم ابتكار عديد من الأطباق السعودية.


تحضر السعودية بعناصرها الثقافية الفريدة ومزيجها التراثي الذي ينبع من إرث قديم، تتشاركه اليوم مع العالم، وتستهدف إتاحة موقعها كموطن لتجارب الطهي المميزة، ومحطة تتعزز فيها طاقات الطهاة وقطاع المأكولات والمشروبات ووصفات الطهي المبتكرة.


واشتهرت فرنسا بخبزها "الكومير" الطويل الممتد، الذي أصبح زائرًا معتادًا في عدد من المقاهي والمطاعم الفرنسية التي أصبحت الرياض ومدن سعودية عدة تستضيف نسخًا محلية منها، فضلًا عن بلدان المغرب العربي، التي كان "الكومير" خبزها المفضل.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023