بحث هموم التراث في أروقة التراث بين "الطريف والمربع"
سبتمبر 2023,12

ضمن فعاليات الدورة الـ 45 للجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، والمقامة في العاصمة الرياض خلال الفترة ما بين 10-25 سبتمبر (أيلول) الجاري، أقيمت في حي الطريف التاريخي أمس ندوة دولية ناقشت جهود القطاع الخاص في العناية بالتراث الثقافي والطبيعي على مستوى العالم، وأدوات حفظه وسبل حمايته من التعرض للمخاطر، فيما شهد قصر المربع التاريخي حفل الافتتاح بين النخيل والجداول والعمارة النجدية العتيقة.

وتناول المشاركون في الندوة أهمية دور القطاع الخاص في الحفاظ على مواقع التراث العالمي، مشددين على ضرورة اتباع خطة تهدف لرفع سقف الشراكات بين اللجنة والقطاع الخاص، للوصول إلى نتائج حقيقية ملموسة في صون التراث وحمايته، وعرض مخرجات الندوة في اجتماع لجنة التراث العالمي المقرر انعقاده اليوم.

واستُعرضت موضوعات الندوة في جلستين، كانت أولاهما عن التراث العالمي وتغير المناخ، والثانية حول موضوع "الأولوية لأفريقيا والتراث العالمي"، الأمر الذي أتاح فرصة متميزة للمهتمين بالمجالات المناخية والتراثية في جميع أنحاء المملكة، للاستفادة من أطروحات الندوة وحديث الخبراء عن الموضوعات التي تشكل جزءًا كبيرًا من اهتمام العالم بمختلف قاراته وأقاليمه.

وفي افتتاح الندوة، أكد مدير التراث العالمي في اليونسكو "لازار إيلوندو أسومو"، أن هذه اللقاءات والندوات تسهم في تحقيق خطة 2030 للتنمية المستدامة، كما تسهم في تعزيز التعاون بين اليونسكو والقطاع الخاص في حماية التراث العالمي المشترك.

وفي عاصمة مثل الرياض المزدحمة بناطحات السحاب، كان بوسع المنظمين تنسيق المحادثات والنقاشات في قاعات أكثر حداثة، إلا أن قدرة المواقع الأثرية على إلهام الباحثين في هموم التراث العالمية، بدت رسالة واضحة في اختيار مواقع ذات مغزى عالمي وسعودي، مثل الدرعية والمربع وغيرهما، لكأن "التراث يداوى بالتراث".

وفي السياق نفسه، أبدى المدير التنفيذي لشبكة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في المملكة إبراهيم الهلالي، فخره بالعمل خلال هذه الدورة مع منظمة اليونسكو التي تتعاون مع القطاع الخاص في الحفاظ على التراث السعودي والعالمي بجانبيه الثقافي والطبيعي، مؤكدًا المضي قُدمًا لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال الالتزام بالمسؤولية وصناعة مستقبل أكثر إشراقًا.

أما الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية "جيري إنزيريلو"، فقد أبدى سعادته باستكشاف أعضاء لجنة التراث العالمي هذه الوجهة التراثية العالمية المتمثلة في "حي الطريف"، معددًا مميزات المنطقة في الكرم والترحيب والضيافة، ومنوهًا بضرورة تعزيز التعاون بين شعوب العالم، والتأمل في القيمة الإضافية التي تحققها الثقافة في تحديد هوية الإنسان، مما يؤكد أهمية الندوات واللقاءات التي تحقق نتائج مثمرة وواعدة.

وشارك في الندوة التي أقيمت في حي الطريف، أحد مواقع التراث العالمي المسجل في المملكة نحو 40 عضوًا في الميثاق العالمي للأمم المتحدة، وخبراء اليونسكو ووزارة الثقافة السعودية، ولجنة التراث العالمي، يهدفون لتحقيق عدد من المكاسب المساعدة على حماية التراث وحفظه في مختلف أنحاء العالم.


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023