بإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، أحيت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عبر لجنتها للتراث العالمي في الرياض الآمال العريضة لمدينة أريحا "تل السلطان"، كما عوضتها عن فرصها الضائعة؛ لتحتفل بعيد ميلادها الجديد بعد عشرة آلاف سنة.
وبحسب مؤرخين شرقيين، فإن أريحا التي أصبحت منذ اليوم ضمن قوائم التراث العالمي تمثل أحد الشواهد الحية على أكثر من 23 حضارة، من أبرزها "الحضارة الناطوفية"، التي سُمّيت باسم وادي النطوف شمالي غربي القدس، ودامت نحو ستة آلاف سنة.
ولأن تعدد التسميات يدل على أهمية المسمى، فإن أريحا وفقًا لأعضاء التراث العالمي بفلسطين تسمى أيضًا "تل السلطان"، وهي التسمية المعاصرة لأقدم تلول المنطقة، وأول بقعة للاستقرار والسكن في العالم، ويبلغ ارتفاع التل قرابة عشرين مترًا، ويقع تل السلطان إلى الشمال من البحر الميت، على ارتفاع 240 مترًا من مستوى سطح البحر.
تمتلك مدينة أريحا ملامح تجعلها متفردة تاريخيًا وفقًا لرؤية جاكوب برونوفسكي، التي وثقها في كتابه "ارتقاء الإنسان"، مشيرًا إلى أن تلك الملامح تمنحها وضعًا رمزيًا خاصًا، خلافًا للقرى الأخرى المَنسية، إذ تعتبر أقدم من الإنجيل، فهي طبقات فوق طبقات من التاريخ، وواحة على حافة الصحراء.
وكانت أريحا قد شهدت في يناير من العام الماضي توقيع اتفاقية تنفيذ مشروع تأهيل للتطوير بين فلسطين وإيطاليا واليونسكو، قبل أن تدرج اليوم ضمن قوائم التراث العالمي كأول بقعة سكنها البشر، وضمت بقايا حضارات إنسانية متعددة.
وعلى خلفية إدراج أريحا ضمن قوائم التراث العالمي، أكدت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعي أن أريحا مدينة يصل عمرها لأكثر من 10 آلاف سنة، وتشكل أحد أبرز وجوه التراث والحضارات البشرية المتعاقبة.