"تراثنا هويتنا".. قصة على هامش لجنة التراث تستحق أن تروى
سبتمبر 2023,25


في كل زاوية من موقع اجتماعات لجنة التراث العالمي في الرياض قصة تستحق أن تروى، إما عن حضارة، أو ثقافة، أو فن.

وللفنون التقليدية في المملكة، نصيب، وقصص تحكي عن تأصلها في الإرث الثقافي رغم اختلاف أوجه الحياة، وهو ما يجعلها "هوية حية" وجزءًا لا يتجزأ من تكوين الإنسان وانتمائه.

تقطير الورد الطائفي، والبشت الحساوي، وحياكة السدو؛ فنون تقليدية، وتراث، وهوية، استعرضها جناح المعهد الملكي للفنون التقليدية تحت عنوان: "تراثنا هويتنا"، على هامش أعمال لجنة التراث العالمي، التي عقدت في الرياض من 10 حتى 25 سبتمبر الجاري، وقد استمدت وجودها من الأجداد، وتوارثها الأحفاد اليوم، ليضيفوا خبراتهم وتجاربهم عليها لتتألق محليًا ودوليًا.

والسدو، كما هو معلوم، حرفة يدوية موجودة منذ آلاف السنين، تمرّ عبر ثلاث مراحل كما يشرح القائمون على الجناح، أولاها البدء بتجميع الصوف والشعر والوبر كمواد خام تُستخرج من الطبيعة، ثم يأتي تلوينها بالأصباغ الطبيعية، وأخيرًا غزل الخيوط ونسجها عن طريق آلة النول. يتعاون جميع أفراد المجتمع لإنهائها لتلبية احتياجاتهم الأساسية، كجيل قوي يعتز بقيمه الأصيلة، ويحافظ على سمات الهوية الثقافية والتراثية لمنتجاته، كالأغطية والوسائد وبيوت الشعر.

ويعد السدو من أهم تقاليد شبه الجزيرة العربية، وتمثل خطوطه الملونة الممتدة على نسق واحد فنًا من فنونها العتيقة، وقد نجحت المملكة في تسجيله كتراث ثقافي غير مادي على قائمة "اليونسكو".

وكما أن حياكة السدو تحتاج إلى مهارة وصبر، فإن البشت الحساوي كذلك، فهو فنٌ تقليدي يتطلب مستوى عاليًا من الدقة والصبر والخبرة، وهو حرفة تتوارثها الأجيال منذ الصغر في الأحساء، حيث كان الأحسائيون يغزلون الصوف ويصنعون البشت بشغف وانتباه دقيق للتفاصيل، من اختيار الإبرة إلى مطابقة لون البطانة مع القماش.

أما تقطير الورد الطائفي فإنه "فن يتقنه الحرفيون المهرة"، ويتطلب ضخ زيت الورد لاستخلاص مزيج متناغم من مكوناته، كالعطور، والزيت، وماء ودهن الورد، الذي يدخل في استخدامات متميزة، مثل رشه على كسوة الكعبة لتوفير أجواء روحانية أخّاذة لزوار بيت الله الحرام.

وعبر عمل فني باسم "سلالة طين"، لتشجيع الزوار على التأمل في جذورهم، وفهم أهمية التعاون في تشكيل التراث والهوية، أتاح الجناح المشاركة الفعالة في إنشاء لبنة من الطوب، باختيار لون من ثلاثة ألوان طينية طبيعية، وعنصر من الفنون التقليدية (السدو، البشت الحساوي، الورد الطائفي)، وهو ما لاقى تفاعلًا كبيرًا من الزوار.

ولأهمية وأصالة البشت الحساوي وحرفة تقطير الورد الطائفي، تسعى المملكة إلى تسجيلهما في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، ليحلقا بـ11 عنصرًا نجحت السعودية في تسجيلها، وهي: المجلس، والقهوة العربية، والعرضة النجدية، والمزمار، والصقارة، والقَط العسيري، والنخلة، وحرفة السدو، والخط العربي، وحداء الإبل، والبن الخولاني السعودي.

يُذكر أن المعهد الملكي للفنون التقليدية، يهدف إلى إثراء الفنون التقليدية السعودية وريادتها محليًا وعالميًا، وتمكين القدرات الوطنية في المجال، من خلال بيئة إبداعية تُقدم برامج تعليمية وثقافية ومجتمعية، تعمل على حفظ الفنون التقليدية السعودية وتطويرها.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023