لجنة التراث العالمي

لوحة فنية بديعة، شهدها حفل افتتاح الاجتماع الـ 45 للجنة التراث العالمي، في قصر المربع بالعاصمة الرياض، تمثلت في عرض أدائي تكاملت فيه جميع عناصر الإبهار.

العرض الذي حاز إعجاب الحضور الذين يمثلون 21 دولة، سافر بهم في رحلة عبر الزمن، بدأت بالعصور الحجرية والنقوش الصخرية في حائل وحمى وحضارة المقر، مرورًا بالألفية الثانية قبل الميلاد (دلمون ومدين)، ثم النصف الأول من الألفية الأولى قبل الميلاد (مملكة قيدار، دادان ولحيان، تيماء، خيبر).

ولم تقف الرحلة عند هذا الحد من الحضارات، بل مرت بمدينة ثاج الأثرية، وحضارة الأنباط، والتقت بشعراء المعلقات والتراث غير المادي (بني حنيفة، كِندة، عهد الإسلام)، وسلطت الضوء على ثقافات مناطق المملكة في عصرنا الحالي.

بدأ العرض الأدائي بعالم الآثار السعودي الراحل عبد الرحمن الأنصاري، وهو يكتشف حجرًا أخفت الأرض حكاياته بين ثنايا التراب، يمسكه بدهشة وينفخ عليه ليزيل الغبار عنه، ثم يتطاير الغبار ويتحول تدريجيًا إلى ريح تهمس همسات غير مفهومة، تتداخل معها أصوات ضرب الحجر.

وتكوّن العرض من مجموعة من المشاهد، مثّل كل واحد منها حضارة من حضارات المملكة المتعاقبة في حقب زمنية متعددة، وجمع بين الرقص التعبيري، والتفاعل مع الشاشات، والكلمات المغناة.

يُذكر أن السعودية ترأس حاليًّا لجنة التراث العالمي، وتستضيف هذه الدورة في الفترة من 10 إلى 25 سبتمبر (أيلول) الجاري، بحضور نحو 3 آلاف شخص من 21 دولة عضوًا في اللجنة، من أصل 194 دولة حول العالم، صادقت على اتفاقية التراث العالمي.