غابة الأحافير.. حاجز للفيضانات وملاذًا للحيوانات وموطنًا للأشجار النادرة
سبتمبر 2023,24


إن كنت ممن يعشقون الأشجار والنباتات، فستجد بغيتك فيها، وإن كنت ممن تستهويهم الطيور وصوتها العذب، ففيها عشرات الأصوات المغردة التي تُطرب زائرها.

الغابات الهيركانية التي يعود تاريخها إلى 40 مليون سنة، تتضمن نحو 150 نوعًا من الأشجار و296 نوعًا من الطيور و98 نوعًا من الثدييات، إضافة إلى الينابيع الطبيعية، مما يجعلها مهوى للأفئدة التي تبحث عن النسيم العليل والعيون الباردة وصوت الطيور العذب.

على مساحة 900 كلم مربع، تمتد الغابات الهيركانية على طول بحر قزوين، من جبال تاليش في أذربيجان وصولًا إلى محافظة كلستان الإيرانية، وبعد إدراجها من قبل لجنة التراث العالمي، خلال اجتماعاتها في الرياض، على قائمة التراث العالمي، بطلب من أذربيجان وإيران، يتوقع أن تتجه أنظار العالم إليها أكثر.

تشمل هذه المنطقة مختلف أنواع النباتات ذات التنوع البيولوجي الأصلي والقديم مع أندر أنواع الأشجار، والحيوانات مثل الفرس الإيراني، والدب، والماعز البري، والغزلان الحمراء، وأنواع من الطيور وغيرها، ويرجعها البعض إلى زمن الديناصورات والحقبة الجيولوجية الثالثة، التي انتشرت فيها الزواحف الكبرى، وظهر بها عصر الثدييات.

وتسمى تلك الغابات أيضًا بالأحافير الحية أو المتاحف الطبيعية، بسبب وجود شبه كبير بين عديد من أنواعها النباتية مع نظيراتها الموجودة في أوروبا وأمريكا، والتي تعرض بعضها للتدمير في العصر الجليدي، مقابل سلامة الغابات الهيركانية بالشمال الإيراني المستفيدة من الطقس المعتدل.

وتكمن أهميتها ليس فقط بسبب عمرها، ولكن هذه الغابات، بالإضافة إلى توفير الأوكسجين، تلعب دورًا مهمًا للغاية في توفير كميات كبيرة من المياه، وحماية نسيج التربة ومنع الفيضانات، كما أن مناخها المعتدل، جعلها ملاذًا للحيوانات، التي استوطنتها منذ مئات السنين.

يذكر أن اجتماعات لجنة التراث العالمي التي تعقد في الرياض حتى 25 سبتمبر الجاري، أدرجت ووسعت حدود 47 موقعًا جديدًا إلى قائمة التراث العالمي، من أصل 50 موقعًا مرشحًا.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023