"عروق بني معارض" السعودية.. جنة الحياة الفطرية على قائمة التراث العالمي
سبتمبر 2023,21

أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الـ"يونسكو" طلبًا سعوديًا لضم محمية عروق بني معارض ضمن قوائم التراث العالمي، للتصويت عليها ضمن أعمال اللجنة التي تجتمع في السعودية هذه الأيام.

وتستمد المحمية قيمتها بوصفها منطقة محمية مفتوحة بلا أسوار، لأهم وأبرز الحيوانات والطيور والتكوينات الجغرافية والنباتية التي تنتمي لتربة المملكة العربية السعودية.

وتعد المحمية واحة طبيعية ذات غنى، مقارنة بمحيطها من المناطق الأخرى في صحراء الربع الخالي، إذ أسهمت إحاطة المنطقة بالوديان من جانبيها إلى تغذيتها بمجموعة متنوعة من الأشجار البرية المعمرة، بلغ عددها المسجل لدى مؤسسة حماية الحياة الفطرية في السعودية 106 أنواع.

 وسبب ذلك يعود إلى الطبيعة التي استمدت المنطقة اسمها منها، وهي "العروق" الجغرافية التي شقت طريقها في المنطقة بأودية صغيرة تسمح بتوزيع مياه الأمطار وتخزينها، مما يعطيها قدرة على الارتواء، بخلاف المناطق الأخرى التي تكسوها الكثبان الرملية.

وتقع عروق بني معارض على الحافة الجنوبية الغربية من صحراء الربع الخالي، وتبلغ مساحتها 12,787 كلم مربعًا، وهي آخر منطقة برية رُصد فيها حيوان المها العربي، الذي يعد أحد الكائنات المهددة بالانقراض التي تعود أصولها للجزيرة العربية، وكان الظهور الأخير له سنة 1979.

فيما أثبتت المسوحات أن حيوانات برية أخرى نادرة، مثل: النعام العربي، وظبي الريم، وظبي العفري، والوعول، كانت موجودة سابقًا في عروق بني معارض، إلا أن اختفاءها من الحياة البرية بسبب عوامل عدة من ضمنها الصيد الجائر وانحسار بيئتها؛ دفع الحكومة إلى إطلاق برنامج لحمايتها من الانقراض، عبر نقلها إلى مراكز "التربية في الأسر" ومراكز الإكثار، وإعادة ضبط قواعد الصيد والزيارات والرعي في "بني معارض".

أسهم هذا الثراء البيئي في المحمية، بإضفاء قيمة نوعية جعل منها جنة للحياة الفطرية الصحراوية، بحسب الفرق البحثية والأعمال المسحية في المنطقة.

وتم تقسيم منطقة المحمية إلى ثلاثة أقسام، هي: المنطقة الرئيسة، وتعد موقعًا محظورًا على أنشطة الصيد والرعي، وتضم التكوينات البيئية النادرة والمواقع التي تمت إعادة دمج الحيوانات المحلية فيها، ومنطقة يسمح فيها بالرعي تحت الرقابة، والثالثة يُسمح فيها بالصيد وفق ضوابط وشروط.

سمح هذا التنظيم بإعادة توطين المها، وظباء الريم والإدمي بدءًا من التسعينات الميلادية من القرن الماضي، فيما أسهمت الأنظمة المرعية في عودة أكثر من 10 أصناف من الحيوانات إلى الظهور من جديد، مثل: ثعلب روبل، وقط الرمال، والثعلب الأحمر، والأرنب الأحمر، والقنافذ والجرابيع والأرانب والثعالب الرملية، إضافة إلى طيور محلية ومهاجرة من نسور الأوذن، والعقبان، والحبارى الأفريقية.

وفيما يتعلق بالجانب الجغرافي، تعد "العروق" مساحة للتنوع الجغرافي لضمها الكثبان الرملية المرتفعة والهضاب الجيرية، والتنوع النباتي، مثل: الغضا، والأثموم، والطلح، والبان، وغيرها.

وتكمن أهمية تسجيل الموقع في قوائم التراث الطبيعي العالمي، نظرًا لكونها المنطقة المفتوحة الأبرز في البلاد، التي يمكن أن تعطي تعريفًا شاملًا لكل أشكال الحياة الفطرية التي تنتمي للبيئة المحلية في مكان واحد.

جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023