لماذا حظوظ الرياض كبيرة للفوز بـ"إكسبو 2030"؟
نوفمبر 2023,28


يترقب العالم، اليوم، إعلان المكتب الدولي للمعارض من باريس، الدولة الفائزة باستضافة إكسبو 2030، حيث تتنافس للظفر بهذا الحدث الدولي الكبير كل من: الرياض، وروما، وبوسان.


تمتلك الرياض بحسب المراقبين الحظ الأوفر في الفوز، لما لدى المملكة بشكل عام والعاصمة على وجه الخصوص، من مقومات وعوامل لاستضافة هذا المحفل العالمي.


أحد أهم العوامل التي ترجح فوز ملف الرياض، خبراتها الكبيرة في قطاعات تعد أولوية عالمية اليوم، مثل: تقنيات الطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية، وهو ما يتناسب مع معرض إكسبو، الذي يعد منصة تجمع كبرى الشركات الدولية التي تستعرض آخر ما توصل إليه العالم تقنيًا.


وتلعب البنية التحتية دورًا كبيرًا في فوز الرياض، التي تمتلك بنى تحتية رفيعة المستوى، كالطرق، ووسائل النقل، والمطارات والقطارات، والمستشفيات، والخدمات الحكومية الإلكترونية، والفنادق والنزل، والأسواق، والمتاحف، والمتنزهات، كل هذا يظهر الكفاءة العالية والقدرة على استضافة معرض إكسبو، وملايين الزوار.


يرتكز ملف الرياض على تقديم صورة المملكة وفق مسارات أبرزها: الأمن والاستقرار، حيث تتمتع المملكة الواقعة في قلب العالم العربي والإسلامي بأنظمة سياسية واجتماعية وأمنية ومالية مستقرة للغاية، وتجمع ثروتها ما بين الأصول الطبيعية والاستشراف المستقبلي، وتولي تركيزًا على أمن الطاقة والموارد، بما في ذلك الغذاء والماء.


المشاريع العملاقة التي باتت تعجّ بها المملكة بشكل عام، وعاصمتها على وجه الخصوص، تلعب دورًا هي الأخرى في ترجيح ملف الرياض، حيث وصل صداها إلى أنحاء المعمورة، عبر تنامي عدد السيّاح الذي حقّقت من خلاله السعودية، وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، المركز الثاني عالميًا في نسبة نمو عدد السياح الدوليين للربع الأول من عام 2023، والأعلى في الأداء الربعي بنسبة نمو 64%، حيث استقبلت خلاله نحو 7.8 ملايين سائح.


ومع خروج هذه المشاريع إلى النور، ستكون الرياض في طريقها إلى أن تكون إحدى أفضل 10 مدن على مستوى العالم في العام 2030، بالتزامن مع استضافتها المتوقعة لإكسبو.


ومن أهم العوامل، الشعب السعودي الكريم المضياف، الذي يؤلف ويألف، ويحرص على تعزيز التواصل مع الثقافات العالمية الأخرى، وهو ما أكده كثير من المسؤولين الغربيين الذين عملوا في المملكة، ومنهم السفير الألماني السابق يورغراناو، الذي قال إن الشعب السعودي مضياف ومرحب بجميع السياح.


وهو ما أكده أيضًا مو بن لي -صانع محتوى كوري- قائلًا: منذ لحظة وصولي الأولى إلى أرض المملكة، أسرني دفء شعبها، أريد أن أشارك العالم لماذا أحب هذا البلد جدًا، مضيفًا "أعتقد حقًا أن الرياض هي المكان المثالي لاستضافة معرض إكسبو 2030".


بدوره، يشير الدبلوماسي الفرنسي والمؤرخ المتخصص بشؤون الشرق الأوسط لوي بلان إلى "ثلاثة عوامل ستلعب لمصلحة اختيار الرياض لاستضافة إكسبو 2030، وسيكون لها وزن في عملية التصويت، أولها اقتصادي، نظرًا لوزن المملكة الاقتصادي، إذ تُعد ثاني أكبر منتج للنفط الخام بالعالم. العامل الثاني جيوسياسي، كونها الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين G20. ويرى بلان أن حجم السعودية الاقتصادي والجيوسياسي يؤهلها لهذا الترشح كما يعطيها الحظوظ بالفوز، إلى جانب انضمامها إلى مجموعة بريكس، وهذا عامل لا يستهان به أيضًا".

 

ويضيف أن العامل الثالث هو "سياسة الانفتاح التي انطلقت في المملكة منذ عام 2016، والتي قطعت أشواطًا غير متوقعة سيكون لها الأثر في هذا التصويت"، موضحًا أن "السعودية التي كان ينظر الرأي العام الغربي إليها كبلد منغلق، استطاعت تغيير الصورة النمطية التي كانت سائدة، كما أن سياسة الانفتاح على الصعيدين الاجتماعي والسياحي التي أطلقتها رؤية 2030 تحت شعار الانفتاح، وضعت السعودية على خريطة السياحة الدولية، ليس فقط السياحة الدينية، وهذه حجة لها وزنها في التصويت".


كل هذه العوامل عزّزتها شهادة ديمتري كيركنتزس، الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض، الذي أشاد بما يجري في المملكة من تطور يستحق أن يكتشفه العالم قائلًا "رأينا أن المشروع يحظى بدعم كبير من ولي العهد، وجميع قطاعات الدولة، وكل شخص رأيناه في المملكة وتحدثنا إليه، ولا شك أن المملكة ومدينة الرياض لديهما جميع المقومات لاستضافة هذا المحفل العالمي".


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023