إكسبو بلا كربون… كيف تخطط الرياض لهندسة المشروع؟
نوفمبر 2023,27


في سياق رسالته إلى المكتب الدولي للمعارض، لخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ملف إكسبو الرياض 2030 بقوله: "تمثل هذه الرؤية طموح المملكة للمستقبل، وهي رؤية اعتمدت على الطاقة اللا محدودة لشبابنا بهدف إيجاد مستقبل أكثر استدامة لمصلحة الأجيال القادمة، حيث ينهض جميع المواطنين بأحلامهم، ويتجاوزون آمالهم ويتخطون طموحاتهم".

إيجاد المستقبل الأكثر استدامة، الذي تحدث عنه ولي العهد، هو ركيزة أساسية في رؤية السعودية 2030، لذلك تطمح المملكة إلى أن يكون إكسبو 2030 في حال فوزها باستضافته، خال تمامًا من الكربون .. لكن كيف ذلك؟

حمل ملف الرياض إكسبو 2030، الكثير من الرؤى والأعمال التي تستهدفها المملكة للخروج بنسخة استثنائية للمعرض، وفيما يتعلق بالاستدامة، فقد تعهدت بتشغيل موقع إكسبو بالطاقة النظيفة بالاستفادة من الطاقة الشمسية، وإعداد استراتيجيات مدروسة لتجنب هدر الطعام، وضمان إعادة التدوير وإدارة النفايات بطريقة مراعية للبيئة، مع مراعاة أعلى المعايير الدولية الخاصة بالتنقل.

ولأن "العمل المناخي" أحد موضوعات المعرض، فسيجري التعبير عنه من خلال استحداث مكان أكثر خضرة، عبارة عن جناح فريد من نوعه "داخلي/ خارجي"، ويحيط به عند الأطراف جدار زجاجي رقيق، يعطي انطباعًا بأنه مفتوح بالكامل.

وسيتميز الجناح بجو منعش ولطيف بفضل وحدات تكييف الهواء العاملة على الطاقة النظيفة التي تولدها الألواح الكهروضوئية على سطح الجناح، ويكمل الغطاء النباتي الخصب المساحات الموجودة تحت المظلة، والتي سيتم تصميمها كامتداد للساحة المركزية.

ويكتمل موقع "إكسبو" بحديقة ثقافية خضراء، عبارة عن مساحة طبيعية منتجة، تضم: شبكة الوادي، وحديقة منحوتات، ومرافق رياضية.

ونظرًا لأن "رؤية 2030" تستهدف زيادة نسبة من يمارسون الرياضة من 13% إلى 40% من السعوديين، يقترح المخطط الرئيسي  لـ"إكسبو" توسيع مشروع المسار الرياضي لربطه بموقع "إكسبو"، إلى جانب 4.4 ملايين متر مربع من المساحات الخضراء المفتوحة التي يشملها المسار، وبدورها تسهم في حماية البيئة وتعزيز الاستدامة.

ومن المشاريع السعودية الطموحة، التي تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق الاستدامة والحفاظ على البيئة؛ مشروع الرياض الخضراء، الذي يعد واحدًا من أكثر مشاريع التشجير طموحًا في العالم، حيث يستهدف زراعة 7.5 ملايين شجرة في جميع أنحاء الرياض بحلول 2030.

ولزيادة الغطاء النباتي وتحسين جودة الحياة، أطلقت المملكة مبادرة تهدف إلى دراسة زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود المقبلة، أي ما يعادل إعادة تأهيل ما يقارب الـ 40 مليون هكتار من أراضي الغطاء النباتي المتدهورة. 


وعلى صعيد النقل، تستهدف الهيئة الملكية للرياض، رفع نسبة استخدام السكان لوسائل النقل العام في المدينة من 5% إلى 20% عبر استثمارات تبلغ قيمتها 112.5 مليار ريال (30 مليار دولار)، ورفع نسبة المركبات الكهربائية في المدينة إلى 30% بحلول عام 2030. 

ومن المتوقع أن يساهم مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بتقليل عدد الرحلات اليومية بمعدل مليون رحلة، مما سينتج عنه تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحوالي 1.5 مليون طن سنويًا.

وعلى مستوى المشاريع الوطنية في هذا الصدد، يعد مشروع "ذا لاين" في نيوم، ثورة في الحياة الحضرية، يضع الإنسان على رأس أولوياته بمنحه تجربة معيشة حضرية غير مسبوقة مع الحفاظ على الطبيعة المحيطة به. 

وتتفرد المدينة بخلوها من الشوارع والسيارات، ومن ثَمّ فهي خالية من الانبعاثات الكربونية، إذ ستمد المدينةَ بالكامل طاقة متجددة بنسبة 100%، كما ستكون 95% من مساحة نيوم طبيعة محمية لن تُمس، وستصمم وسائل التنقل والبنية التحتية لخدمة الإنسان، وليس العكس كما يحدث في المدن التقليدية.

يذكر أن المؤتمر العام للمكتب الدولي للمعارض يجتمع في باريس يوم 28 نوفمبر الجاري، للإعلان عن المدينة الفائزة لتنظيم إكسبو 2030، حيث تتنافس: الرياض، وروما، وبوسان الكورية، لاستضافة المعرض.


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023