"قديسة كييف" تبحث في الرياض عن طوق نجاتها
سبتمبر 2023,18


أدرجت كييف التي يحتضر فيها إرث أسلافها على قائمة التراث العالمي "المهدد بالخطر" بعيد أيام من تداول وتوصيات لأعضاء يمثلون 195 بلداً عقدوا اجتماعاتهم في العاصمة السعودية الرياض.

واستندت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إلى توصيات خبرائها قبل أن تعلن أن "المواقع في كييف ولفيف باتت مدرجة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر"، والمواقع المهددة بالزوال بسبب الحرب في أوكرانيا هي "كاتدرائية القديسة صوفيا" ومبانٍ رهبانية في كييف.

وجاء "الوسط التاريخي" في لفيف التي أدمت الحرب أطلال قرونها الوسطى على قائمة التراث المهدد بالزوال وهي المدينة التي تضم تركةً من الأبنية التاريخية العائدة للحقبة "الباروكية" التي نشأت في القرن الـ16. 

وكانت المنظمة أعلنت عزمها في مطلع سبتمبر (أيلول) الجاري على إدراج هذه المواقع نظراً إلى أنها "مهددة بالتدمير"، ورأت أن "الظروف المثلى لم تعد متوافرة" لضمان حماية المواقع بسبب الحرب التي مضى عليها نحو عام وسبعة أشهر، مضيفة أنه "فضلاً عن خطر استهدافها مباشرة، فإن هذه المواقع معرضة أيضاً للاهتزازات الناجمة عن الانفجارات في المدينتين". وأشارت إلى أن إدراج هذه المواقع يتيح لها أيضاً الحق في الحصول على مساعدة مالية وفنية إضافية لتنفيذ تدابير طوارئ جديدة.

270 موقعاً ثقافياً أوكرانياً

وستنضم مواقع كييف ولفيف إلى قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بعدما أدرج وسط مدينة أوديسا حيث دُمّرت مبانٍ عدة في نهاية يوليو (تموز) الماضي بـ"ضربات روسية عنيفة"، نددت بها "يونيسكو".

وكشفت المنظمة العالمية المهتمة بالتراث عن تعرض 270 موقعاً ثقافياً أوكرانياً لأضرار منذ بدء الحرب في أوكرانيا في الـ24 من فبراير (شباط) 2022.

وأدرجت "كاتدرائية القديسة صوفيا" على قائمة التراث العالمي منذ عام 1990 على غرار دير "كييف بيشيرسك الأرثوذكسي"، أما الوسط التاريخي لمدينة لفيف المشيّد خلال العصور الوسطى فأُدرج في 1996.

"لؤلؤة تاج أوروبا"

ولفيف التي أطلقت عليها عبر التاريخ أسماء عدة منها "لؤلؤة تاج أوروبا" و"باريس الصغيرة" و"مدينة الأسود النائمة"، تأسست في نهاية العصور الوسطى كمركز إداري وديني وتجاري وثقافي من القرن الـ13 إلى القرن الـ20، وحافظت على "طوبوغرافيتها" الحضرية، لا سيما على آثار المجتمعات الإثنية المختلفة التي كانت تقطن فيها، كما أبقت على أبنية رائعة من عصر الباروك وما بعده. 

وتعد "كاتدرائية القديسة صوفيا"، "من المعالم الرئيسة التي تمثل الهندسة المعمارية والفن الضخم في مطلع القرن الـ11" في أوكرانيا، بحسب "يونيسكو" وترمز الكاتدرائية إلى "القسطنطينية الجديدة" التي أصبحت عاصمة الإمارة المسيحية الناشئة في القرن الـ11 في منطقة اعتنقت المسيحية بعد معمودية القديس فلاديمير عام 988.

 وأسهم الإشعاع الروحي والفكري الخاص بدير "كييف بيشيرسك" على نحو ملحوظ في نشر الإيمان والفكر الأرثوذكسي في القارة الأوروبية خلال القرن الـ17 والـ18 والـ19. 

1157 موقعاً تراثياً

يذكر أن "يونيسكو" ألقت بـ"طوق نجاتها" على تراث يضم نحو 1157 موقعاً تراثياً منتشرة في 167 دولة حول العالم، مقسمة ما بين مواقع طبيعية مثل الغابات والواحات ومواقع من صنع الإنسان كالقرى والقصور ذات الأهمية الثقافية والتراثية ومواقع تجمع بين الاثنين، ولجنة التراث العالمي تأسست عام 1972 بعد توقيع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة على اتفاق التراث العالمي، الذي يحدد أطر العمل ومعالم الجهود الدولية في حفظ تراث الإنسانية، وتتكون هذه اللجنة من ممثلي 21 دولة من أصل 195 دولة حول العالم صادقت على اتفاق التراث العالمي. 

وتأتي السعودية كسادس دولة عربية تستضيف الحدث العريق، إذ سبق لخمس دول عربية استضافته، أولها مصر عام 1979 وتونس في 1991 والمغرب عام 1999 وقطر في 2014 ثم البحرين عام 2018.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023