الخط العربي.. مشروع لـ15 دولة قادتها السعودية لتسجيله في اليونسكو
سبتمبر 2023,23


اللغة أداة تواصل، متى ما أدت هذه المهمة فقد فرغت من دورها، إلا أنها في الحالة العربية مختلفة تمامًا، فبالنظر إلى قوائم التراث العالمي التي تضم "الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات" يمكن استنتاج أن الخط العربي لا تنطبق عليه القاعدة الوظيفية.

وقادت السعودية في عام 2021 جهودًا لتسجيله في قوائم التراث غير المادي في اليونسكو، بالنيابة عن 15 دولة شاركت في إعداد الملف، لتتكلل الجهود في الـ14 من ديسمبر من العام نفسه بالنجاح.

وينطلق التسجيل من مفهوم أن الخط العربي هو عبارة عن ممارسات، وليس مجرد نص تواصلي، إذ تصف السعودية التراث المسجل بأنه ممارسة ومعارف لها قواعد، تقوم على: نوع القلم، وجودة الصحيفة التي ضمت النص، ومهارة اليد التي خطته، والحبر المستخدم.

وتضيف البعثة السعودية في المنظمة الدولية أن الخط العربي بدأ بالخط الكوفي، الذي مثّل شكلًا جامدًا للرسم اللغوي العربي بزواياه الحادة، إلى أن جاء ابن مقلة؛ الخطاط والوزير العباسي الذي ابتكر كل الخطوط الأخرى، لتظهر خطوط الرقعة والنسخ والثلث والمغربي، وتحضر رسوم خطّية ليّنة، ويتحول الخط من الكتابة إلى الفن والعلم الجمالي.

وفيما يتعلق بالممارسات، تعد الأدوات عاملًا مهمًا في جعل الملف السعودي المشترك ثريًا وقابلًا للتسجيل، إذ يحرص الخطاطون اليدويون على استخدام أحبار عربية، وتسمى بذلك لاحتوائها على الصمغ العربي الذي يجعله أجود أنواع الأحبار المستخدمة.

أما الأوراق، فتحضيرها له طقوس بدوره، إذ تدهن القشرة الخارجية للصحيفة بمواد منها النشا وبياض البيض والشبّة بشكل متكرر، قبل أن تترك لتجف وتصبح جاهزة للاستخدام.

هذا التنوع في الخط والممارسات جعل من الخط العربي فنًا يتجاوز دوره كلغة، مما دفع به إلى قوائم اليونسكو.

ويعد مشروع تسجيل الخط العربي أكبر توافق عربي في المنظمة، بعد أن ضم 15 دولة عربية من أصل 25، بقيادة السعودية التي سجلته في قوائم التراث غير المادي.

ولدى المملكة عدة ملفات مشتركة في قوائم التراث، منها "حياكة السدو"، المسجل بالتشارك مع الكويت، و"الحداء" المشترك مع سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023