يشكل المنظر الطبيعي الثقافي لغابات الشاي القديمة على جبل جينغماي جنوب غربي الصين، بصمة وراثية لأفضل وأجود أنواع الشاي عالميًا، حيث يسهم في تحسين صفاتها الوراثية، مثل: زيادة الإنتاجية، والمقاومة الفعالة للآفات والأمراض.
ويعود تاريخ المنظر الطبيعي للغابات لأكثر من ألف عام، حيث بدأت شعوب الداي والبلانغ بصقل هيئته بممارسات تحافظ على خصائصه، وتبرز القيمة الإضافية لمميزاته منذ القرن العاشر.
وتكتسب غابات الشاي القديمة، التي أضيفت مؤخرًا إلى ممتلكات التراث العالمي، أهميتها من أنها مصدر لأكثر المشروبات استهلاكًا في العالم بعد الماء، بحسب ما أكدته منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها.
ووفقًا لليونسكو، يأتي إدراج المنظر الثقافي لغابات الشاي القديمة ضمن قائمة التراث العالمي خلال اجتماعات اللجنة في العاصمة الرياض، بسبب دورها في إنتاج الشاي ضمن قرى تقليدية داخل بساتين تحيطها الغابات، ومجموعات واسعة من مزارع الشاي.
وبفضل نظام حوكمة تهتم الشعوب الأصلية بالحفاظ عليه، تؤكد اليونسكو أن الغابات تعتمد على زراعة أشجار الشاي القديمة بطريقة تقليدية، تتخذ من النظام البيئي للجبال ومناخ الرياح الموسمية شبه الاستوائية رافدًا لها، مشيرة إلى أنّ احتفالات ومهرجانات السكان مرتبطة بمعتقدات أسلافهم عن الشاي، إذ كانوا يعتقدوا أنّ الأرواح تعيش في مزارع الشاي وفي الحيوانات والنباتات المحلية.
وتمثل غابات الشاي القديمة الموقع التراثي العالمي الـ 57 في جمهورية الصين، وهي التي وصف رئيس الهيئة الوطنية للتراث الثقافي في الصين السيد لي تشيون إدراجها بأنه "تسليط للضوء على أهمية الصين في اكتشاف الشاي وزراعته وتجارته، ونشر ثقافته في جميع أنحاء العالم"، مؤكدًا أن "إدارة الغابات تمت بشكل جيد في نظام حفظ فريد، يحترم التنوع الثقافي والبيولوجي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية".