آثار حجر الغزلان.. ماذا تعرف عن تراث بدو منغوليا؟
سبتمبر 2023,25


ربما لم يُعرف عن المغول اهتمامهم بإقامة الصروح العمرانية العظيمة أو بأنظمتهم السياسية، فلم يشتهروا بأي منهما، لكن في المقابل أسهموا بالتقدم الثقافي، فقد وصلوا الشرق بالغرب بطرق تجارية وبعلاقات دبلوماسية، كما سهّلوا حركة المبشرين والرحالة من أوراسيا حتى الشرق الأقصى.

واشتهر عن القبائل المنغولية الترحال مع دوران الفصول، وبناء بيوتها من الخيام المؤقتة الدائرية، المصنوعة من اللباد أو خيم اليورت، وبالنسبة لملابسهم فكانت متينة ودافئة، تعينهم على تحمل البرد القارس في منغوليا.

وقد خلّف هذا الترحال، آثارًا وتراثًا مهمًا في منغوليا، منها آثار حجر الغزلان ومواقع العصر البرونزي، التي أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي، خلال اجتماعات لجنة التراث العالمي الـ 45 في الرياض.

تقع هذه الآثار على سفوح سلسلة جبال خانغاي في وسط منغوليا، وهي من بقايا الثقافة البدوية في العصر البرونزي الأوراسي، وقد استُخدمت للممارسات الاحتفالية والجنائزية بين عامي 1200 إلى 600 قبل الميلاد.

تلعب آثار حجر الغزلان دورًا مهمًا في تكوين ذاكرة متعددة الأوجه، مثل فهم الفضاء الثقافي الذي أنشأه البدو الرّحل في آسيا الوسطى في العصر البرونزي، وأصل البدو، والمجتمع، والاقتصاد، والثقافة، والعلاقات بين القبائل، والتاريخ والفن والجماليات.

مصطلح حجر الغزلان مشتق من الرسوم التوضيحية الفنية للغاية للغزلان على الحجر، الذي أُنشئ من كتلة طويلة من الجرانيت ذات أربعة جوانب مسطحة، نقش عليها صور الغزلان وغيرها. 

وتحتوي أحجار الغزلان على ثلاثة أقسام مجسمة مزخرفة: قسم "الوجه"، و"الجذع" و"الجزء السفلي من الجسم"، حيث يشتمل جزء الوجه على وجوه بشرية، ورمز الشمس والقمر وأقراط، بينما تم نقش الغزلان والأيائل - أحيانًا الخيول والوعول - في الجذع. 

ويوجد في الجزء السفلي من الجسم صور لأسلحة وأحزمة وراكبي الخيل، فيما تعد الزخرفة الرئيسة هي صور الغزلان التي تم تصويرها بشكل كلاسيكي بأسلوب تجريدي غير عادي.

انتشرت أحجار الغزلان في جميع أنحاء منغوليا، وامتدت إلى بعض دول آسيا وأوروبا، وأجريت أول الأبحاث حولها منذ أكثر من 100 عام، واكتشف حتى الآن نحو 1200 حجر غزال.


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023