سر "المعمول الحجازي"...تتوارثه نساء مكة من جيل الى جيل
يونيو 2023,26

ميس أسعد عريجة


لأكثر من قرن؛ أعدّت عائلة ميس عريجة المعمول للحجاج وتوارثت العائلة  هذه الوصفة السرية، لأجيال مما أبقى هذه العادة حيةً لسنوات طويلة.

تروي والدة ميس مزاولة أهل مكة المكرمة مهنة "الطواف" خلال موسم الحج في كل عام، وتقول: "كانت أيام زمان جميلة جدا، كنت أقوم بـ “الطواف" وأنا في سن السابعة. تعودنا في المنزل على إعداد المعمول بكميات كبيرة لنذهب لاحقا مع والدتي الى الحرم لنوزعه على الحجاج".

بدورها، تتذكر ميس طفولتها في مواسم الحج وتقول: "لاتزال صورة والدتي عالقة في ذهني وهي تعد المعمول لنأخذها ونوزعها على الحجاج والمطوفين".

وتوضح أن والدتها ورثت هذه العادة عن أمها وعمتها اللتان عملتا على مساعدة الحجاج عندما يصلون الى مكة المكرمة.

يشكل "الطواف" تقليدا وتراثا يتناقله أهل مكة منذ القدم، حيث تحرص عائلات مكة على خدمة الحجاج وإدخال الفرح والسرور الى قلوبهم.

وعن مشوارها في إعداد المعمول، تقول ميس: "في البداية كنت أسال والدتي عن المقادير، لكنني اتقنتها بمرور الوقت. واليوم أعلمها ابنتي لأنني أريد لهذه العادة المتوارثة ان تستمر من جيل الى آخر".

وتحرص ميس على اعداد المعمول والغريبة وتوزيعها على المرضى وكبار السن من الحجاج، حيث تعمل في قسم رعاية المرضى الخاص بالحجاج في مستشفى "النور".

تتحدث ميس عن فرحة الحجاج بهذا الاستقبال وتقول: "فرحتهم لا توصف بطعم المعمول الحجازي الذي تعلمته من والدتي. يتميز المعمول في مكة عن باقي أنواع المعمول المعروفة. فهي تضيف اليه "الابذار الحجازي" ما يعطيه نكهة خاصة ومتميزة.

وتعرب ميس عن فرحتها الكبيرة بردة فعل الحجاج، ما يعطيها حافزا قويا للاستمرار في هذه العادة التي تدخل الفرحة الى القلوب.

وتختم ميس بالقول: "يأتي الحجاج من بلاد بعيدة ليحققوا حلمهم بأداء مناسك الحج وزيارة مكة المكرمة، ونحن نستقبلهم بكل محبة وبعادات اهل مكة لتبقى ذكرى جميلة خالدة في ذاكرتهم يتناقلونها هم أيضا عبر الأجيال".


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023