ماذا تعرف عن فرقة الأوركسترا التي أطربت ضيوف اليونسكو في الرياض؟
سبتمبر 2023,24


الفن لغة الشعوب المشتركة، وهي لغة من لا لغة له، فمن نيويورك وقبلها المكسيك وفرنسا، عادت الأوركسترا السعودية لتحط رحالها في الرياض، لتحيي الحفل الختامي لأعمال الدورة الـ 45 للجنة التراث العالمي التي احتضنتها الرياض منذ 10 سبتمبر الجاري، وسط حضور وفود رسمية لـ21 دولة.

ألوان الفنون التي قدمتها الأوركسترا، رسمت صورة ناصعة للسعودية، كبلد يملك إرثًا فنيًا متنوعًا وغنيًا، من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها، وفنون متنوعة ومتعددة بامتداد رقعتها الجغرافية.

وبصوت واحد وأداء فارق، أثرت الأوركسترا الحفل، بمجموعة كبيرة من الأغاني والأعمال الفنية التي حازت إعجاب الحضور، إضافة إلى غناء ميدلي لمجموعة من الأغاني السعودية.

وللمرة الثانية، بعد حفل دار الأوبرا في نيويورك، حضرت البراميل الخضراء كأداة موسيقية في الحفل، وهو الأمر الذي خطف أنظار الحضور، وأدى إلى تفاعلهم بشكل كبير مع إيقاعاتها.

أداء الأوركسترا السعودية يستند إلى إرث فني كبير، فتاريخها على عكس ما قد يعتقد البعض بأنه قريب، يعود إلى مرحلة مبكرة بدأت في عام 1942 عندما كلّف وزير الدفاع السعودي آنذاك الأمير منصور بن عبدالعزيز، الفنان السعودي طارق عبدالحكيم وأوائل الملحنين السعوديين بتشكيل فرقة موسيقية عسكرية في السعودية، كانت هي نواة لرحلة فنية تنامت مع الوقت، وخلقت هوية موسيقية سعودية فريدة.

وقد أُوفد عبدالحكيم إلى مصر عام 1952 للبدء في الترتيبات اللازمة لتشكيل فرقة أوركسترا موسيقية سعودية، والتقى خلال رحلته العلمية والتدريبية نخبة من فناني مصر، وطوّر من خبراته ومعارفه بالاحتكاك مع القامات الموسيقية المصرية والعربية؛ الأمر الذي كان له الأثر البالغ في صوغ ذائقته، وبناء مشواره الفنّي العريض. 

وبعودته من رحلة شملت لبنان إلى جانب مصر، بدأ عبدالحكيم بتأسيس أول معهد لموسيقى الجيش، وتشكيل فرقة موسيقية كانت فاتحة عهد موسيقي وفني مزدهر في السعودية.

وفي عام 2019، عادت الأوركسترا لتسافر بالألحان والإرث الموسيقي السعودي عبر العالم، بعد إعلان وزارة الثقافة في غمرة مرحلة واعدة للقطاع الثقافي، عن تأسيس الفرقة الوطنية للموسيقى، وتطوير فريق محترف يمثل السعودية في المحافل الدولية. 

وقد انتُدب للعمل مشرفًا عليها الفنان عبد الرب إدريس، وهو فنان مخضرم رافق التجربة الموسيقية السعودية في بواكيرها، ليكلف ببناء الفريق الوطني، وتعليم أشكال مختلفة من الموسيقى العربية والعالمية، التقليدية منها والمعاصرة، ودمجها مع الموسيقى السعودية، وتيسير دعم وتطوير صناعة الموسيقى في السعودية، مع تأصيل الموروث السعودي الموسيقي وبثّه إلى العالم.

يُذكر أن فرقة الأوركسترا والكورال الوطني، شاركت مؤخرًا على مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكولن بمدينة نيويورك، في ثالث وجهات مبادرة "روائع الأوركسترا السعودية" التي تجوب العالم في عدد من المدن العالمية، حيث بدأت من باريس، ثم انتقلت إلى مكسيكو سيتي، قبل أن تحط رحالها في نيويورك، بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى والفنون الأدائية السعودية، تعزيزًا للتبادل الثقافي الدولي، الذي يعد أحد الأهداف الإستراتيجية التي تسعى وزارة الثقافة إلى تحقيقها تحت مظلة رؤية السعودية 2030.

جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023