الثائر الذي قتل 30 ألفًا في 3 دقائق ينضم إلى التراث العالمي
سبتمبر 2023,18


بعد 121 عامًا على ثورانه، يعود جبل بوليه في المارتينيك أحد أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، ليجذب إليه الأنظار مرة أخرى، بعد إعلان لجنة التراث العالمي المنعقدة في الرياض، انضمامه رسميًا إلى قائمة التراث العالمي.

وتبلغ مساحة جبل بوليه والقمم الشمالية - وهي سلسلة جبلية بركانية – 13,980 هكتارًا، اي 12 % من مساحة جزيرة المارتينيك الواقعة ضمن أرخبيل جزر الأنتيل في البحر الكاريبي.

ومنذ أواخر شهر أبريل (نيسان) سنة 1902، شهد بركان بوليه بداية نشاطه، إذ أطلق بشكل متواصل خلال تلك الفترة كميات من الغاز والدخان، كما شهدت المناطق المحاذية له عددًا من الهزات الأرضية الخفيفة.

وفي حدود الساعة الثامنة صباحًا يوم الثامن من شهر مايو (أيار) سنة 1902، اهتزت المنطقة على وقع انفجار رهيب أعلن بداية ثوران بركان جبل بوليه، حيث ارتفعت غيمة دخانية لتغطي السماء وتحجب أشعة الشمس بلونها الداكن.

اتجه هذا الدخان الملتهب نحو مدينة سانت بيار بسرعة قدرت بنحو 450 ميلا في الساعة، ليتسبب في سحقها بشكل كامل خلال فترة وجيزة.

تسبب ثوران البركان في مقتل 30 ألف شخص خلال فترة وجيزة لم تتجاوز الثلاث دقائق، وبناء على ذلك صُنّفت هذه الكارثة كأسوأ ثوران بركاني عرفه القرن العشرون. وبالتزامن مع ذلك، ساهمت هذه المأساة في اكتشاف ما يعرف بالتدفق البركاني الفُتاتي، الذي يعد تيارًا سريع الحركة من الغاز والصخر الساخن.

وبحسب التقارير الفرنسية، تمكن ثلاثة رجال فقط من سكان سانت بيار من النجاة، نجا الأول بفضل وجوده في عرض البحر وقت وقوع الكارثة، فيما نجا الثاني بسبب غيابه عن المدينة يوم الثامن من شهر مايو، وأما الثالث فلم يكن سوى رجل مكروه ومثير للمتاعب يدعى لودجر سيلباريس سجن يوم السابع من شهر مايو أي قبل يوم واحد من ثوران البركان، وأنقذته الجدران السميكة للزنزانة من هول الكارثة.

ويشكّل اعتماد المارتينيك ضمن اللائحة ثالث لقب لها من اليونسكو خلال عامين، بعدما سبق أن صُنّفت محمية للمحيط الحيوي، وأُدرجت ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية عن حُسن حفاظها على زورق المارتينيك التقليدي.

ويرى رئيس المجلس التنفيذي للمارتينيك سيرج ليتشيمي أن "هذه اللحظة تاريخية" للجزيرة "ولمنطقة البحر الكاريبي والعالم بأسره". واعتبر أن هذا الإدراج على قائمة التراث العالمي "أداة قوية وقيّمة للحفاظ" على هذه الجبال و"تعبير عن هوية بيئية".

ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية القرار بأنه "اعتراف بالقيمة العالمية للتراث الطبيعي في المارتينيك التي تتميز بجيولوجيّتها الاستثنائية وتنوعها الحيوي"، وتشكل "لفتة قوية لصالح الحفاظ" على هذا التنوع.

واعتبرت إدارة متنزه المارتينيك الطبيعي أن إدراج الجزيرة ضمن قائمة التراث العالمي "يمكن أن يزيد عدد زوار الجزيرة بنسبة 30 إلى 40%".



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023