"معرض الدفاع" يسافر بالعالم إلى مستقبل الصناعات العسكرية
فبراير 2024,06


عبر بوابة المعرض، تعلن المملكة عن دخولها من الباب الكبير إلى عالم المنتجات الدفاعية واستخدام الفضاء في المجال الدفاعي؛ إذ يضم المعرض "منصة مستقبل الدفاع" وهي فضاء مخصص للابتكارات وتقنيات الدفاع. 

ومن خلالها يطلع الزوار على أول طائرة درون "شبحي" من إنتاج وتصميم شركة "سامي" السعودية للصناعات العسكرية. 

كما تكشف الشركة عن أول مدفع "لهب هاوتزر" سعودي، من عيار 155 مليمتر، بمواصفات تتفوق على مدفع السيزر الفرنسي.

يأتي ذلك في الوقت الذي دشن فيه وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، أعمال المعرض، معرباً عن سعادته أثناء ذلك بـ"بتدشين آخر طائرة نفاثة متقدمة من طراز «هوك تي 165» تم تجميعها في المملكة بأيدٍ وطنية بشكل كامل، وتكريم العاملين عليها"، مؤكدًا أن هذا الإنجاز "يعكس امتداد نجاحات رؤية سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في نقل وتوطين التقنية لقطاع الصناعات العسكرية". 

كما رحب في هذا السياق بتدشين الهوية الجديدة لطائرات فريق الصقور السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسه، متمنيًا لهم مواصلة نجاحاتهم المستمرة من خلال عروضهم الجوية في مشاركاتهم المحلية والدولية.

في غضون ذلك تكشف شركة "إيراف" السعودية عن مدرعتها الجديدة "متراس"، إحدى المدرعات المصفحة المضادة للألغام، وهي منافسة لمدرعة الأوشكش الأمريكية، ويمكن تركيب منصة إطلاق مسيرات انتحارية عليها لأول مرة.

 كما تُعرض حاملة صواريخ الثاد المصنوعة داخل المملكة من قبل شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات. 

وتعرض شركة "إنترا" للتقنيات، طائرة "سموم" وهي طائرة دون طيار، قادرة على حمل 11 صاروخًا موجهًا بالليزر، وتطير على ارتفاع 50 ألف قدم، وتعمل 50 ساعة في ساحات القتال، ومن المنظومات المطلوبة عالميًا وإقليميًا، ويتوقع أن تدخل الخدمة في نهاية 2025.

زوار المعرض على موعد أيضًا مع القدرات المستقبلية في مجال الفضاء؛ إذ يضم المعرض "منصة الدفاع للفضاء" التي تتناول مسرح الفضاء تحت رعاية وزارة الدفاع السعودية، وهي نقطة تلاق لتعزيز التعاون الدولي وعرض القدرات والتقنيات المتقدمة في مجال الفضاء.

وبحسب الرقيب سلمى عبد المجيد الفاخري،  من منسوبات القوات الجوية بوزارة الدفاع، تغطي منصة الفضاء الدفاعي استخدام الفضاء في المجال الدفاعي، وهو مجال تهتم به وزارة الدفاع في رؤيتها لتطوير الوزارة، والدخول أكثر في مجال الفضاء الدفاعي والاستفادة منه عسكريا ومدنيا.

ومن خلال ما يسمى "الممر الفضائي" سيكون بوسع زوار المعرض الحصول على تعريف عام عن الفضاء، وما هو الفضاء والمدارات الأرضية. 

وكذلك التعرف على دور وزارة الدفاع في مجال الفضاء الدفاعي، علاوة على التدريب وأهميته واستقطاب الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في مجال الفضاء، مع استعراض لرواد الفضاء السعوديين بداية من عام 1985؛ حيث يظهر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان كأول رائد فضاء عربي مسلم.

وتضم المنصة كثيرا من التقنيات المتعلقة بالأقمار الصناعية؛ بعضها صناعة سعودية، يعود تاريخها إلى العام 2000 وصولا إلى العام 2021 عندما تم إطلاق  القمر الصناعي "شاهين سات"، وهو صناعة سعودية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، التي شهدت تصنيع نحو 15 قمرًا صناعيًا، بحسب العميد الركن طيار فيصل بن عابد القرشي.

ومن جانبه، قال دينيس مانتوروف نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة الروسي إن بلاده تقدم في المعرض أنظمة مضادة للطيران والبنادق والذخائر، وتقدم خارج الجناح طائرة IL76 للنقل والمدرعات والمسيرات والأنظمة المضادة للمسيرات، ولفت إلى أن الإقبال شديد على هذه المنتجات في أسواق المنطقة، معربًا عن أمله في أن تلبي طلبًا كبيرًا في المملكة.

وقال: "إن تعاوننا مع المملكة يمر اليوم بمرحلة مليئة بالفعاليات السياسية والصناعية، وآمل أن تساهم زيارتي اليوم في تعزيز علاقاتنا الثنائية".

ويضم المعرض برنامج "لقاء الجهات الحكومية السعودية"، على مدار يومين، وهدفه توفير منصة فريدة للعارضين والزوار للتواصل مع مسؤولين من الجهات الحكومية السعودية.

ويتميز معرض الدفاع في نسخة 2024 بمنصات عرض خارجية تضم أكثر من 50 طائرة من نوع "سيسنا كارافان" إلى "بوينغ تشينوك"، وتتنوع بين "إيرباص" ومروحيات تشمل الطائرات الكهربائية.

 كما يتولى فريق الصقور السعودي قيادة العروض الجوية اليومية باستخدام طائرات ملونة تحمل ألوان العلم السعودي، إلى جانب فريق للأكروبات التابع للقوات الجوية الصينية.

زوار المعرض من ممثلي وسائل الإعلام الغربية رصدوا ما وصفوه بالتغير الكبير في المملكة منذ النسخة الأولى للمعرض في 2022 ما انعكس على تحسين جودة الحياة في المملكة، معتبرين أن المملكة أصبحت أكثر انفتاحا على شعوب العالم، وتقدم نفسها للعالم من جديد، وهو ما انعكس في زيادة الإقبال وحجم الوفود ومستواها في النسخة الثانية من المعرض، الذي أصبح عنوانا لأحدث ما وصلت إليه صناعة الدفاع والفضاء في العالم، وتحول إلى قبلة لشركات الدفاع حول العالم لتسويق منتجاتها لدرء الأخطار المتوقعة والقائمة، لا سيما في ظل الصراع في كل من أوكرانيا وغزة.

وتحت شعار "مستعدة للغد" تستضيف المملكة النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي، بهدف دعم أهدافها في توطين أكثر من 50٪؜ من الإنفاق الحكومي، على الخدمات والمنتجات الدفاعية والعسكرية بحلول العام 2030، لا سيما المنتجات الجديدة التي ستؤدي دورًا محوريًّا في تشكيل مستقبل الدفاع.

يقام المعرض، الذي تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية، في العاصمة الرياض في الفترة من الرابع إلى الثامن من فبراير 2024، بمشاركة نحو 773 شركة وجهة عارضة من 75 دولة، وحضور 500 وفد رسمي لعرض أحدث الابتكارات في مجال صناعة الأمن،  في مساحة تبلغ 47 ألف متر مربع.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023