وفد "التراث العالمي"... طلاب في مدرسة "لحيان بن كوزا" بالعلا
سبتمبر 2023,17

في خضم زيارة الوفد الدولي الخاص بلجنة التراث العالمي للسعودية، اختارت الدولة المستضيفة مدينة العلا التاريخية كإحدى محطات الزيارة، ومقراً لقمتها الرئيسية بحكم وزنها في الإرث التاريخي للدولة الخليجية.

العلا بـ"حجرها" الممتد لآلاف السنين، تستعد لاستقبال ضيوفها بطابع بريدي خاص أصدرته للزيارة، يحمل صورة مدفن "لحيان بن كوزا"، أبرز مواقع الحِجر الأثرية المنحوتة في الجبال، والفريد بوقوعه في مكان منعزل عن بقية المنحوتات.

وتبرز أهمية الموقع الذي وضع على أجندة الزيارة لكونه بني من قبل أحد سادة الحضارة النبطية التي تملك كثيرًا من الدروس البيئية التي يمكن أن تحكيها لوفد اليونسكو، الذي يضع التراث البيئي -حيوانات وبقع جغرافية- ضمن أولويات القضايا الملحة التي يناقشها مع أعضائه في قمة السعودية.

إذ قاوم النبطيون الأوائل في الشق الجنوبي "السعودية" والشق الشمالي "الأردن"؛ الظروف البيئية لحضارة قامت في الصحراء عن طريق ابتكار أدوات لحماية الثروة المائية من الهدر، عن طريق إنشاء الممرات الحجرية لتحويل مسار جريان المياه، وتنتهي بخزانات صخرية لتجميع المياه والاستفادة منها، في ظل الظروف المناخية القاسية في نطاقهم الجغرافي.

ويذكر كتاب "هندسة المياه وأنظمة الري عن الأنباط" للباحث زيدون المحيسن أن تحديين واجها الأنباط دفعاهم لابتكار هذا النظام البيئي قبل أكثر من 4000 آلاف سنة، وهو مهاجمة البيئة للنطاقات السكنية التي تعد منخفضة نسبياً مقارنة بمحيطها، ما دفعهم لابتكار أدوات لتوجيه البيئة وقيادة مياهها المتحدرة لمواقع أخرى. والأخرى كانت الثروة المائية الشحيحة المقتصرة على الأمطار الموسمية، ما دفعهم للتفكير في ضرورة تأسيس نظام بيئي فريد يحمي ثروتهم البيئية من تحدي المناخ عن طريق استثمار تلك المياه الموجهة.

وتواجه الآثار في الدول العربية اليوم، بحسب تقرير منظمة اليونسكو أخطاراً مناخية في اليمن والسودان والمغرب وسوريا وغيرها، أكثر من أي وقت مضى في ظل حوادث الفيضانات والزلازل التي ضربتها، في حين تراجعت التحديات الأمنية التي كانت في رأس القائمة سابقاً.

ويعيد بعض المؤرخين تسمية "الأنباط" إلى فعل "إنباط الماء"، بوصفه المهارة الرئيسية التي امتاز بها أهل الحضارة الممتدة شمال غرب السعودية وصولاً لجنوب الأردن. 

وفي سياق متصل، لا تملك المخطوطات المرصودة في العلا معلومات كافية عن لحيان بن كوزا، صاحب البناء الفريد الذي اختير أيقونة للجولة، إلا أن المعلومات المتوفرة تؤكد أنه بنى الموقع الذي يطلق عليه أيضاً "قصر الفريد" مدفناً له إلا أنه لسبب ما لم يدفن به، ولم يكمل بناءه.

والحجر هي أولى الموقع السعودية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو وأدرجت في العام 2008.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023