وفد "التراث العالمي" على موعد مع "المصمك" في ربيعه السنوي
سبتمبر 2023,11

في الوقت الذي تستقبل فيه المملكة وفد لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في دورتها الـ 45، يتهيأ قصر المصمك لعرسه السنوي واحتفالاته التي تنطلق من الرمح المعلّق على بابه في سماء المملكة؛ لتعم أرجاء البلاد وتسهم في إحداث مواءمة غير مسبوقة يمتزج فيها التاريخ الحضاري للمملكة بالتراث العالمي، الذي اتخذ ممثلوه من العاصمة الرياض مكانًا لاتخاذ قراراتهم واستلهام رؤاهم المستقبلية.

ويلتقي "المصمك" مع لجنة التراث العالمي في عدد من معاييرها التي تُصنف المواقع التاريخية بناء عليها، حيث يعد تحفةً تمثل عبقرية الإنسان، وفقًا لما وصفه به المصمم البريطاني "كريستوفر ألكسندر" حين قاله عنه: "إنه الغموض الممتع" الذي يدفعك للنظر ومحاولة الاكتشاف.

ويعد قصر المصمك، الذي كان مقرًّا لحكم الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بمثابة شهادة فريدة واستثنائية لتقليد ثقافي وحضارة عريقة ترتبط بشكل مباشر وملموس بالأحداث والتقاليد، التي ما زالت حية رغم مضي فترات زمنية طويلة عليها.

ويجمع المصمك بين خصائص تراثية متنوعة، إذ لا يتوقف عند كونه مبنى تراثيًّا قديمًا وحسب، بل يعد أيضًا أحد أهم المتاحف على مستوى المملكة، حيث يحتضن ذكريات تاريخية ترتبط ببدايات المملكة، وقصص توحيدها، كما يتميز باحتوائه على خرائط ولوحات ومجسمات وخزائن توثق مسيرة استرداد الرياض، ورحلة توحيد المملكة التي استغرقت نحو 30 عامًا.

ولأهمية المصمك وخصوصيته لدى السعوديين، فقد جعلوه ضمن موضوعات تراثهم الشعري، حيث استعرض الراوي والمؤرخ السعودي محمد بن شرهان قصيدة للشاعر ناصر بن عبد الله العبود الفايز، من فروع بني تميم ونخبها، توثق المعركة التي استعاد فيها الملك عبدالعزيز قصر المصمك، إذ يقول: "وتقدّموا بسلاحهم كل ممرور.. تشهد لهم شلفا فهد بالسقيفة"، وهو ما يعتبره الراوي وسيلة قوية لإيصال الرواية التاريخية للناس عبر التراث الشعري، الذي يحظى بمكانة عالية لدى المجتمع السعودي.


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023