منذ أنشأ السلطان مانجكوبومي محور يوجياكارتا المركزي في القرن الثامن عشر، ولم يفتأ المحور منذ ذلك الحين يعتبر مركزًا للحكومة والتقاليد الثقافية الجاوية.
وقد أسهمت الحضارة والثقافة الجاوية بشكل كبير في إثراء الحضارة العالمية، على صعيد تخطيط المدن والهندسة المعمارية والمعالم الأثرية، والاحتفالات، والمهرجانات، وعناصر التراث غير المادي الأخرى التي تمارس حتى يومنا هذا.
ويعد المحور الكوني ليوجياكارتا ومعالمها التاريخية، الذي أدرجته لجنة التراث العالمي في قائمة التراث العالمي، شهادة استثنائية على الحضارة والثقافة الجاوية، ويظهر تبادلًا مهمًا بين أنظمة المعتقدات والقيم، حيث يجسد المحور أبرز معتقدات الثقافة الجاوية عن الكون، بما في ذلك تحديد دورات الحياة.
وتقع مدينة يوجياكارتا - العاصمة القديمة لإندونيسيا، في جنوب غرب إندونيسيا، وتطل على المحيط الهندي، ويوجد فيها جبل ميرابي الذي يتميز بنشاط بركاني على الحدود بينها وبين جزيرة جاوة الوسطى.
وتعد مهد الحضارة الجاوية ومقر السلطة التي أنتجت المعابد العتيقة، مثل: معبد بورودور البوذي، ومعبد برامبانان الهندوسي، في القرنين الثامن والتاسع، ومملكة ماتارام القوية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
وعُرفت يوجياكارتا، بتشجيعها للثقافة والفنون الجاوية التقليدية، والموسيقى والشعر والمسرح التعبيري والاستعراضي، وتحتضن مواقع أثرية وتاريخية عديدة.
كل مبنى وقطعة أثرية في "يوجياكارتا" تحمل أهمية بالغة، هذه المدينة التي تمثل أحد أهم المراكز الثقافية في إندونيسيا، تضم متحف كراتون أو كما يطلق عليه "قصر السلطان"، الذي يمثل مركزًا للفنون المسرحية الجاوية، ومتحفًا حيًّا يمجد التاريخ الإندونيسي المعاصر، والخط الملكي للمدينة.