مركز الملك سلمان للإغاثة… نموذج فريد للعمل الإنساني المستدام
مارس 2024,07


بعد 8 سنوات من تأسيسه بات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رائدًا في تقديم المساعدات الخيرية، ليس فقط في حجم المساعدات المقدمة بل وحتى نوعها.

إذ لا يقتصر ما يقدمه المركز على التبرعات المالية كما جرت العادة في الصناديق غير الربحية المشابهة، بل تجاوز ذلك إلى الخدمات اللوجستية والبنى التحتية والعمل في المواقع المضطربة لتأمين المدنيين.

فقد أطلق المركز في عام 2018 برنامجًا خيريًا يعنى بنزع الألغام المتفجرة بعد أن شهدت اليمن انتشارًا عشوائيًا للألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي وباتت تتربص بالمدنيين بسبب توزعها غير المنتظم، متسببة في السنوات الثماني الماضية بمقتل ما لا يقل عن 2818 مدنيًا وإصابة 3655 آخرين، وعليه تأسس برنامج "مسام" الذي ساهم منذ تأسيسه بإزالة 432.606 ألغام بعد مسح كامل الأراضي اليمنية المحررة، منها 6460 لغمًا مضادًا للأفراد، و143378 لغمًا مضادًا للدبابات والدروع، و274767 ذخيرة غير منفجرة، و8001 عبوة ناسفة، وهو رقم كبير لا يوجد مثيل له على مستوى المؤسسات غير الربحية والخيرية.


وفي نفس السياق، يفيد المركز بأنه أقام مشروعًا موازيًا في اليمن لخدمات الأطراف الصناعية للمتضررين من المتفجرات المدفونة، يقوم على توفير الأطراف ذات الجودة العالية للمصابين وبناء مؤسسات محلية لصناعتها وتدريب الكوادر على ذلك، وإعادة تأهيل المصابين ليكونوا قادرين على ممارسة الحياة الطبيعية بعد الحصول على الخدمة. وقد استفاد منه 26 ألفًا و88 مصابًا حتى الآن.

ولم تكن الألغام هي الخطر الوحيد الذي تسببت به الميليشيات لليمنيين، إذ عمدت على تجنيد الأطفال في سن مبكر والذين باتوا بحاجة إلى برامج تأهيل، وهو ما اعتنى به المركز عبر إطلاقه برنامجًا لإعادة تأهيل الأطفال المجندين لإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهم بالإضافة إلى تأهيلهم وأسرهم نفسيًا واجتماعيًا. وأيضًا العمل على توعية أولياء الأمور بخطر التجنيد. وقد استفاد منه منذ إطلاقه في 2017 وحتى الآن 540 طفلًا، بالإضافة إلى 60 ألفًا و560 مستفيدًا غير مباشر من أولياء الأمور.


ولا يقتصر نشاط مشروعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المحتاجين في الخارج، بل تصل إلى أولئك الذين لجئوا إلى السعودية ويقيمون داخلها، وهم الذين باتوا يشكلون 5.5% من إجمال السكان بحسب إحصاءات مشروع المساعدات المقدمة للزائرين "النازحين واللاجئين"، والذين يتكونون من 3 جنسيات، اليمن وسوريا والروهنغا. ويحصلون على خدمات العلاج التي تجاوزت نفقاتها الـ6 مليار دولار، والتعليم التي فاقت الـ5 مليارات، بالإضافة إلى 7 مليار ونصف لخدمات الجوازات. بالإضافة إلى خدمات تنظيمية كإتاحة فرص عمل لهم وتسهيل التحاقهم بالمدارس العامة. 

وعلى مستوى المشروعات والبنى التحتية المنفذة فقد استثمر مركز الملك سلمان في إنجاز 2670 مشروعًا بتكلفة إجمالية 6,515,358,788 في 95 دولة، من مشروعات صحية ومراكز للتعافي المبكر، وأخرى للمياه والإصحاح البيئي والأمن الغذائي، ومدارس ومراكز إيواء، وأيضًا اتصالات وخدمات لوجستية، وفقاً لما وثقت أرقام المركز.

وتتصدر الدول العربية قائمة أكثر الدول تلقيًا للمساعدات، في طليعتها اليمن ثم سوريا وفلسطين فالصومال، فيما تلقت دول أوروبية مساعدات أيضًا مثل تركيا وأوكرانيا. بالإضافة إلى دول أفريقية وآسيوية عديدة تشكل جل مستقبلي المساعدات.

في غضون ذلك أشاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقد مؤخراً في الرياض، بجهود مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وتطهير أكثر من (54) مليون متر مربع من الأراضي في اليمن، كانت مفخخة بالألغام والذخائر غير المنفجرة، وأودت بالضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.


من جانبه، أعرب الأستاذ أسامة القصيبي المدير العام لـ«مسام»، عزم المشروع على مواصلة جهوده وحرصه على الانتصار لحق الحياة الآمنة من الألغام في اليمن، مشيرًا إلى أنه "رغم التحديات التي تواجهها فريق عمل مشروع «مسام» في ظروف نزع وطبيعة ألغام غير مألوفة يمر بها هذا البلد الشقيق، إلا أنه حقق منذ بدء أعماله في عام 2018 م نتائج غير مسبوقة في مجال العمل الإنساني عالميًا، وأسهم في إعادة الحياة لطبيعتها في عدة مناطق يمنية باتت اليوم تنعم بالعيش الآمن بعيدًا عن تهديدات الألغام، كما أنقذ حياة الكثير من الأبرياء، وبذل في سبيل ذلك التضحيات بما في ذلك مقتل واصابة عدد من منسوبيه خلال أداء واجبهم الإنساني".


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023