"الطلاب السفراء" جنود سعوديون في منافسة "إكسبو"
نوفمبر 2023,28


تجسّر اللغة والعلم ما بين السعودية وفرنسا، فحين تفتش عن اللسان الطليق بين دروب العاصمة الباريسية التي تشهد حضورًا سعوديًا وازنًا لثقلها في استضافة إكسبو 2030، لا بد أن تقع عيناك على طالب سعودي يجيد تقليب المفردات، ويحسن إيراد المعاني مستندًا لمعايير وتقاليد التواصل الحضاري بامتياز معجمي وقاموسي مبين. 


لا تكاد تخطئ عيناك سيماهم الوطنية، وبريق أعينهم تمتد إليك فخرًا وترحابًا، يجيدون الاتصال بالفرنسية ويطوقونك بالضيافة السعودية، فلم يكونوا مجرد طلاب سعوديين في فرنسا، بل سفراء يقدمون للزوار في "واحة الإعلام" أحدث وجوه المملكة الطموحة والمتطلعة لاستضافة 45 مليون زائر في إكسبو الرياض 2030. 


توصيف العلاقة التعليمية الممتدة بين الرياض وباريس، جاءت بدقة في معرض لقاء مع صحيفة سعودية على لسان السفير الفرنسي بالرياض "لودوفيك بويّ"، الذي أكد فيها أن العلاقات مع السعودية تتسم بالغنى والعراقة، وعلى صعيد التعليم شهدت نجاحات استثنائية وديناميكية طويلة الأمد، مشيرًا في حديثه الذي أجراه في سبتمبر الماضي، إلى أن 600 طالب سعودي يدرسون حاليًا في فرنسا، وآلاف السعوديين هم ضمن شبكة خرّيجي التعليم العالي في فرنسا، إضافة إلى مشاركة 70 طالبًا سعوديًا سنويًا في برنامج تدريب أطباء الخليج.


لا يتوق السعوديون لاستقبال ضيوفهم إلا ليكونوا في أبهى حلة، فالرياض ستكون أزهى بحضور الزوار المرتقبين بطاقة لا محدودة وشباب يديرون دفة الرحلة بعد إنفاق قرابة 21 مليار دولار على الاستثمار في التعليم خلال العقد الماضي، استثمار يرى ويلمس بالعيان في حضور الطلاب المتقاطرين من المدن الفرنسية والسويسرية إلى باريس حيث كان بعضهم يتخصص في علوم الفندقة والضيافة. 


وإذا كانت التقاليد ذات إيقاع متفرد، ففي الضيافة لا بد أن يكون كل شيء موزون بمعايير قيمية تقليدية لا تقبل الحلول الوسطى، وذلك ما يجعل الطلاب السعوديين يتقاطرون لـ"واحة الإعلام" المواكبة لاجتماع الجمعية العمومية لاختيار الدولة المستضيفة لإكسبو 2030، يتسلمون زمام المبادرة، يضعون لمساتهم في المكان، يستحضرون قصصهم، ويتشاركون مع الزوار من مختلف أنحاء العالم أحلامهم وطموحاتهم. 


سيكون الزوجان السعوديان فيصل عبدالرحمن وبثينة شيبه القادمان من غربي السعودية وتحديدًا مدينة جدة على موعد مع الحلم، حيث كانا يترقبان حدث ترشح المملكة منذ إعلانه على بعد ساعات من باريس في مقر ابتعاثهما، وحين حانت لهما فرصة المشاركة في "واحة الإعلام" كانا على أهبة الاستعداد لتلبية دعوة الملحقية الثقافية بفرنسا. 


يجد "فيصل عبدالرحمن" أن قدومه للمشاركة في أعمال الترشح بمثابة الدعم للوطن الذي يرجو له العلو دائمًا وأبدًا، مستحضرًا مسيرة ماراثونية لعائلته الصغيرة للانضمام للحدث، فقد تركا ابنتهما الصغيرة لدى عائلة مجاورة، واستأذنا من مدرسيهما للغياب تلبية للنداء الوطني، فيما ترى "بثينة شعيب" أن هذا الموقف سيجعلها ترويه لابنتها "لانا" بفخر، وسيعلمها ذلك أن تكون على نهج والدتها "فخورة ومبادرة".


جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023