بعد المغرب وليبيا... الكوارث تتصدر قضايا العرب في اجتماع "لجنة التراث" بالرياض
سبتمبر 2023,16

ليس ببعيد عن أيام انعقاد اجتماع لجنة التراث العالمي في الرياض كارثة الزلزال في المغرب والفيضانات في ليبيا، والتي طالت آثارها مواقع تراثية بحسب منظمة "اليونسكو"، إذ أكد مكتب المنظمة في الرباط حدوث تصدعات كبيرة في مئذنة جامع الكتيبة التاريخي، وتدمير كامل لمئذنة مسجد خربوش في جامع الفنا، فيما تداولت تقارير محلية انهيار جزء من المسجد الأعظم بقرية تنمل في مراكش.

وتكتظ أجندة أعمال الاجتماع الـ45 في العاصمة السعودية، بضحايا الكوارث الطبيعية، الذين حملوا آثارهم إلى الاجتماع، في ظل حاجتهم الملحة إلى تدخل دولي لحماية آثار لا تأتي في رأس الأولويات في داخل مضطرب.

وعلّقت اللجنة الأجراس على مواقع متفرقة من العالم العربي، تقع مواقعها التراثية تحت تهديد الطبيعة، على رأسها اليمن، التي أثرت الأعاصير والفيضانات على بناها التحتية، مما وضع مناطق محورية، مثل صنعاء القديمة، تحت خطر الانهيار، فيما لا تزال الأصول الطبيعية في أرخبيل سقطرى تواجه خطرًا طبيعيًا هي الأخرى، بعد أن ضربت العواصف مناطقها في أوقات عدة، بحسب المنظمة.

سوريا بدورها، التي ضربها زلزال مطلع العام الجاري ودمر مدنًا ومناطق سكنية فيها؛ لا يبدو أن آثارها كانت بمنأى عن الخطر على الرغم من غياب اليقين، إذ يطالب جدول أعمال الاجتماع بتسهيل الوصول إلى الأماكن التي تضم مواقع ذات قيمة ثقافية، بعد تعثر بلوغها ومعرفة حالتها ومدى حاجتها للتدخل الدولي، مثل مناطق: حلب القديمة، وقلعتي الحصن وصلاح الدين، والقرى القديمة شمالي البلاد، وحالَ وقوع بعضها في مناطق النزاعات من الوصول إليها. وتسعى اللجنة إلى حث الأعضاء من خلال اجتماع الرياض إلى جمع مليار دولار لترميم ما تم الوصول إليه في سوريا، وهي القيمة التقديرية للإصلاحات.

وتواجه الآثار المتضررة في الدول العربية مخاطر مضاعفة، نتيجة غياب الدولة في كثير منها بسبب الاضطرابات السياسية، وبروز الميليشيات فيها كخطر مُلح، إذ لا تستثني الأصول الثقافية في عملياتها العسكرية، مما يصعّب عملية التدخل الدولي.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023