"خُدام الحرم"... وسام سعودي يزهو بالتطوع والايثار
يونيو 2024,11

لا تتوقف جهود إنجاح موسم الحج على القطاعات الرسمية التي تنشط في إدارة الركن الخامس بمكة المكرمة، فبالتوازي تنشط قطاعات كثيرة عبر إرسال أفواج المتطوعين لتقديم الخدمات التطوعية في مجالات مختلفة.

السعودية التي يتخذ ملكها لقب "خادم الحرمين الشريفين" تتجند لخدمة ضيوف الرحمن في أكبر نشاط للتطوع والايثار تشهده البلاد طوال العام. وتتقدم الصحة هذه القطاعات بجيش يتكون من 2800 متطوع سنويًا، بحسب الهلال الأحمر السعودي، يتم اختيارهم بحسب الاحتياج من آلاف المتقدمين للانتقال والعمل طوال الموسم في المنشآت الصحية الواقعة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى خدمات التدخل الإسعافي في المواقع العامة بالمشاعر لتقديم الإسعافات الأولية للحجاج.


ويمثل هؤلاء الممارسين الصحيين الذين يفدون إلى المدينة المقدسة تحت شعار "سواعد الصحة" نخبة العاملين في القطاع، إذ يتم قبولهم وفق اشتراطات عالية، كأن يكون مصنفًا من قبل هيئة التخصصات الصحية، وامتلاكه تجربة في التعامل مع الظروف الطارئة، ولياقته الصحية وتحصينه الوبائي.


ومن جهتها، تنظم وزارة الحج والعمرة برنامجًا تطوعيًا هي الأخرى تحت عنوان "كن عونًا"، الذي اعتاد تسجيل أرقام تصل إلى 18 ألف ساعة تطوعية خلال شهر ذو الحجة، عبر أكثر من 3000 متطوع تشغّلهم المبادرة.

ويقدم متطوعو "كن عونًا" خدمات الاستقبال والترحيب، والمساعدة في الخدمات الصحية والإسعافية، والسقاية والرفادة، والتعامل مع الجنسيات الأجنبية عبر تقديم خدمات الترجمة والإرشاد، ومعاونة كبار السن في تأدية النُسك، وإدارة التغذية عبر جهود الحد من هدر الطعام، بالإضافة إلى بعض خدمات الإسناد والدعم الإداري.


أما المؤسسات التعليمية فتقدم متطوعيها أيضاً، مثل فتيان "الكشافة" والجوالة، وأيضاً تقديم طلاب الجامعات المؤهلين في جامعات المدينتين المقدستين بعد تدريبهم على توظيف مهاراتهم العلمية في الخدمات التي يحتاجها الحج.


وتتوزع مناطق التطوع على 13 موقعًا رئيسيًا تعد مراكز مرور ومبيت حجاج، وهي المنافذ والمطارات، ووسائل النقل، والحرمين الشريفين، والمنطقة المركزية بمكة والمدينة، ومطار الملك عبدالله الدولي، ومطار الطائف الدولي، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة، ومجمع صالات الحج والعمرة بجدة، وصالة الحجاج بالمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة "منى وعرفة ومزدلفة"، ومنافذ حالة عمار والوديعة وجديدة عرعر.


وتهدف المملكة إلى رفع عدد المتطوعين في البلاد إلى مليون متطوع بحلول 2030 في مختلف المواسم بما فيها الحج.


ولطالما لفت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- مواطنيه إلى أن خدمة قاصدي بيت الله الحرام ومثوى رسوله "شرف لا يعدله شرف"، ولذلك كان من بين برامج رؤية السعودية2030 برنامجاً يشبه شخصية السعودية عبر الأجيال، وهو "برنامج خدمة ضيوف الرحمن"، الذي يتمثل دوره  في "إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن"، وفق الصفحة الرسمية للبرنامج.


وقد أُطلق منذ عام 2019م من قبل الملك سلمان "امتداداً لشرف خدمة الحرمين الشريفين من ملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه، ليمر ضيف الرحمن بأكثر من 200 نقطة اتصال في رحلته إلى الحرمين الشريفين، درس البرنامج كل نقطة بكامل تفاصيلها وأعاد من خلالها تصميم هيكلته بناءً على رحلة ضيوف الرحمن لتعظيم تجربتهم من الفكرة الأولى حتى عودتهم إلى بلادهم بأطيب ذكرى".