لجنة التراث العالمي

تراث السعودية العالمي يرافق ضيوف اليونسكو في الرياض

أظهرت الجهات التنظيمية في السعودية توفيقًا بين تاريخ المملكة وواقعها المعاصر، خلال استضافتها أعمال لجنة التراث العالمي المنعقدة في الرياض منذ 10 حتى 25 سبتمبر الحالي.

وخلال انعقاد جلسات اللجنة في برج الفيصلية الحديث، وإقامة حفل اختتامها بجامعة الأميرة نورة؛ عايشت الوفود التراث السعودي المادي المصنف لدى اليونسكو عن قرب، سواء في حي الطريف أو العلا والأحساء، إضافة إلى التراث غير المادي، مثل: حياكة السدو التي وجدوها جزءًا من الأعمال اليدوية والتراثية في مختلف الأماكن التي زاروها، وفن العرضة النجدية التي ترافق احتفالات اليوم الوطني التي بدأت اليوم، فضلًا عن القهوة السعودية التي كانت أول عنصر ضيافة في استقبال أعضاء المنظمة لدى وصولهم المملكة.

ووجد ممثلو اليونسكو شغفهم في حي الطريف، الذي يمثل أحد أبرز الأحياء السكنية المبنية بشكل كامل من الطين على الطراز النجدي العريق، كما لفتت أنظارهم تفاصيل قصر المصمك ورواياته الصامتة لأحداث استرداد الحكم في البلاد، كما استمتعوا بتفاصيل سوق الزل وحكاياته التي يزيد عمرها على 100 عام، إضافة إلى مقتنياته الأثرية، وعملاته النادرة.

وبالإضافة إلى الأماكن التراثية والتاريخية، تجول أعضاء لجنة التراث العالمي في عدد من المناطق والأماكن التي توثق تقدم المملكة ومواكبتها لمصاف الدول العالمية، ومن أبرز تلك المواقع بوليفارد رياض سيتي، التي تعد بتجاربها المتنوعة ومسارحها الفنية والثقافية أكبر منطقة ترفيهية بالعاصمة الرياض، إضافة إلى معرض ذا لاين، الذي منحهم فرصة متميزة للتعرف عن قرب على معالم وتصاميم مدينة ذا لاين، وإمكاناتها المعمارية والهندسية، من خلال جولات إرشادية بعدد من اللغات العالمية.

وزار وفد اللجنة مجموعة من معالم المملكة وصروحها الفنية والثقافية والرياضية، مثل: مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة، ومتحف الفيصل للفن العربي الإسلامي، والمعهد الملكي للفنون التقليدية، وطويق هاوس، والعمارية هيلز.

وعلق عدد من الضيوف على استضافة المملكة للدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي، حيث هنأ المدير العام للتراث الثقافي والفنون الجميلة بإسبانيا إسحاق ساستري دي دييغو المملكة على تسجيلها موقعًا جديدًا على قائمة التراث العالمي، وبحلول يومها الوطني، قائلا: نحن متحمسون جدًا للبقاء هنا معكم ومشاركة هذه الأيام السعيدة سويًا"، فيما علقت عالمة الآثار في وزارة الثقافة اليونانية كونستانتينا بنيسي على الاستضافة بقولها: "هذه هي زيارتي الأولى إلى المملكة العربية السعودية، إلى الرياض، كان كل شيء مثاليًا حتى الآن، الشعب مضياف وودود للغاية، وأشكركم مرة أخرى على كل ما قمتم  به في هذه الفترة القصيرة لتنظيم هذا الحدث بنجاح كبير". 

من جهتها هنأت سفيرة سنغافورة روزا دانيال الشعب السعودي بمناسبة يومه الوطني، وعبرت عن مدى سعادتها بالاستضافة التي وصفتها بالدافئة، إضافة إلى البنية التحتية الجميلة، والترتيبات المثالية لأعمال اللجنة.

وتابعت السفيرة السنغافورية: "لقد استمتعتُ كثيرًا بمشاهدة التنوع الثقافي هنا. لقد أتيحت لي فرصة زيارة عديد من المواقع الثقافية ولقد أبهرتني حقًا، زرت المتحف الوطني، ولقد قدرت كثيرًا المعرض المنظم بالشكل المتقن الذي شاهدته، واكتسبت كثيرًا من المعرفة.