حين وصل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو إلى منصة منتدى مستقبل الاستثمار السابع لم يحمل معه سوى كرة قدم من النسخة الأخيرة لكأس العالم للسيدات، مقترحًا على الحضور مشاركته توقيعاتهم عليها، لكن نظرات الآلاف من قادة المال والأعمال جعلته يستعرض مهاراته بـ "الساحرة المستديرة"، مفضيا للحضور بأن مكتنزات تلك الكرة تغمر خزائن "الفيفا" بنحو 200 مليار دولار ينتج 70% منها عن القارة الأوروبية.
وضع "إنفانتينو" الكرة إلى جواره على منصة المنتدى، وهي مثخنة بحمل هموم وتطلعات الراكضات بحثا عن أمجاد تعادلهن بقرنائهن من الرجال، حيث تحلم هدافات الكرة السعودية كـ"شوخان نور الدين" الهلالية بقليل من مجد سالم الدوسري، والأهلاوية ابتسام جرايدي ترجو حظوة بعض أقدار فراس البريكان، كما تتطلع حصة العيسى من نادي النصر لحضور يعادل عبدالرحمن غريب، ولكن "سيد الفيفا" كان متبحرًا في حديثه متأثرا بقوة الكرة السعودية التي أسهرته ليلة المنتدى حتى وقت متأخر لحضور مباراة الهلال السعودي ومومباي سيتي الهندي، ضمن مرحلة المجموعات بدوري أبطال آسيا.
ولأن المنتدى الذي يتخذ من العاصمة الرياض منصة له يبحث عن وجهة كل ما يدرّ النمو والاستثمار والازدهار، كان السويسري يتباهى بأن منظمته تدير "اللعبة الأولى في العالم"، مشيرا إلى أن "بوصلة الكرة في كل مكان، وأن ما شهدته منطقة الخليج والشرق الأوسط خلال استضافة قطر للنسخة الأخيرة من كأس العالم يدل على أن الكرة ليست مجرد أرقام".
الرجل الذي عزّز ملاعب كرة القدم بالتقنيات المتقدمة، يرى أن ما يفعله لا يهم فقط عشرات الآلاف الذين يحضرون للتشجيع في الملاعب، بل إنه "يهم ملياري شخص يتابعون الكرة عبر الشاشات" مشددا على أن "مهمتنا ورسالتنا أن نجعل الكرة في كل مكان، وأن نستثمر في جميع أنحاء العالم".
ويذهب إنفانتينو إلى أن ما تحدثه كرة القدم من انعكاسات اجتماعية وثقافية وعاطفية يجمع الشعوب ويقربها من بعضها البعض"، مضيفا أن "في هذا العالم المنقسم على نفسه، نحن نحتاج إلى مناسبات لكي نجتمع سوياً ونتعرف إلى بعضنا، وهذا يحدث من خلال مباراة كرة القدم"، معززا قوله بأن الولايات المتحدة والمكسيك تقدمتا سوياً لاستضافة نسخة كأس العالم التي ستقام في عام 2026 خلال الفترة التي كانت تبنى بين حدودهما الحوائط والأسوار.