لجنة التراث العالمي.. آثار حاضرة وبصمات باقية في الرياض
سبتمبر 2023,26

 

كثيرة هي الأحداث والمواقف التي قد تمر بالإنسان على مدار أيامه وحياته، لكن القليل منها الذي يرسخ في الأذهان، وينجح في النفاذ إلى النفوس، ليبقى ذكرى عصية على النسيان.

15 يومًا فقط قضتها اجتماعات الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي في الرياض من 10 إلى 25 سبتمبر، لكنها كانت بمثابة أعوام في عمر الأمم والشعوب، لما تركته من بصمة عند وفود الدول التي ناهزت الـ30.


أنهت اللجنة أعمالها لكن بقيت آثارها حاضرة، في فرحة بانضمام مواقع جديدة إلى قائمة التراث، أو نجاة تراث من الخطر، أو تخليد ذكرى أليمة لشعب عانى ويلات الحرب.

على مدار 100 يوم بين أبريل ويوليو 1994، جرت في رواندا أسوأ المذابح في أفريقيا، وربما على مستوى العالم، حين جرت عمليات التطهير العرقي ضد أقلية التوتسي، وراح ضحيتها ما يقرب من مليون شخص، وقد جاءت اجتماعات الرياض لتخلد تلك الذكرى، بالموافقة على انضمام أربعة نصب تذكارية لتلك الإبادة.

لم يقف الأمر عند رواندا، بل عكست طلبات الدول هذا العام اتجاهًا متزايدًا للمواقع التذكارية، فعلى خطى رواندا، وافقت اللجنة على ترشيح موقعًا أرجنتينيًا يحيي ذكرى ضحايا الحكم  العسكري من عام 1976 حتى 1983، بينما رشحت فرنسا وبلجيكا مواقع تذكارية للحرب العالمية الأولى، جرى الموافقة عليها هي الأخرى.

ومن المواقف المؤثرة التي شهدتها أعمال اللجنة، ولن تنسى وستظل خالدة، لحظة بكاء عمدة مدينة نيم الفرنسية، عند إعلان تسجيل معبد ميزون كاري في قائمة التراث، بعد 20 عامًا من العمل والسعي لتحقيق ذلك.

ومن أبرز المواقف وأجملها، إدراج ثلاثة مواقع عربية (أريحا القديمة في فلسطين، وجزيرة جربة التونسية، ومحمية عروق بني معارض في السعودية)، الأمر الذي أضفى على الجلسات شيئًا من البهجة كون أعمال اللجنة تقام في الرياض.

كما جرى سحب موقع "قبور ملوك بوغندا في كاسوبي" بأوغندا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، عقب إتمام أعمال الترميم التي اضطلعت بها أوغندا بالتنسيق مع اليونسكو، بعد 13 عامًا من إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

ولأنه حدث استثنائي، وكما جرت العادة في تخليدها لأبرز الأحداث والمناسبة الوطنية والدولية، أصدرت مؤسسة البريد السعودي (سبل)، طابعًا تذكاريًا فئة 3 ريالات، بمناسبة استضافة المملكة للدورة الموسعة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي لـ2023م، وذلك إيمانًا بأهمية الطوابع البريدية في تخليد ذكرى مختلف المناسبات.

يذكر أن لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، انتهت من تصنيف 47 موقعًا بإضافتها إلى قائمة التراث العالمي، بعد أن رشحت الدول الأعضاء 50 موقعًا خلال الدورة الـ45 المقامة في الرياض من 10 إلى 25 سبتمبر الجاري، فيما أجلت اللجنة تصنيف موقع واحد، ورفضت آخر، بينما قامت بتوسعة خمسة مواقع.



جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023