لا تحضر التطلعات والآمال والطموحات في السعودية حتى تتجه الأنظار نحو "طويق" الجبل والهامة ومضرب المثل، وتتقلد سلسلة الجبال الشهيرة الممتدة غرب العاصمة السعودية الرياض مكانتها في دواوين العرب وأشعارها منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر، حيث أسهم منتدى مستقبل الاستثمار في إشاعة ذلك الارتباط ورمزيته عالميًا، كما امتدت ذراه للغات والألسن الأخرى، بما في ذلك لغة الإشارة.
وفي النسخة السابعة من المنتدى، حضرت قمة طويق في أحاديث مترجمي لغة الإشارة المتتبعة لأحاديث القادة، إذ روى المترجم الفوري سعود العصيمي كيف حفر في معجمه المفاهيمي آلية يترجم بها "طويق" بوصفه الجبل والمعنى، مشيرًا إلى أن "ترجمته المستندة لخبرات تناهز العقد، جعلته يوصل جبل طويق استنادًا للرسالة التي ترتبط به، سواء كقمة أو جبل أو رمز"، منذ أن بات مصطلحًا يتردد، حين استعاره سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، رمزًا لعزيمة السعوديين.
ولا يركن العصيمي باحترافيته ومسؤوليته للمصطلحات السهلة، لأنه يحبذ نقل الرسالة الدقيقة، "فكلمة طويق تستدعي أن تكون تعابير الوجه موصلة لمعنى الفخر ومراعاة السياق الذي ترد فيه"، مستطردًا بأن نهجه في الترجمة يجعله دائم القراءة والتعمق في التفاصيل، والحرص على الإحاطة بالمصطلحات والكلمات.
ولم تغفل الجمعية السعودية للإعاقة السمعية عن أهمية "جبل طويق"، فجعلته ضمن قاموس لغة الإشارة السعودية في تصنيف الكلمات الوطنية، حيث يظهر المتحدث بالإشارة تلاقي اليدين كطائر يصعد إلى أن يلتقي بمحاذاة الصدر، مع إيماءة باللسان نحو اليسار، وجدية في مشاعر الوجه تبرز مكامن الفخر.
ويبرز ارتباط "طويق" بالمنتدى منذ استخدام سمو ولي العهد له في سياق حديثه ضمن نسخة العام 2018، حين قال بأن "لدى السعوديين همة، لدينا جبل دائمًا نضرب فيه المثل اسمه جبل طويق، لدى السعوديين همة مثل هذا الجبل، همة السعوديين لن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض".
ويتبوّأ طويق مكانته في تضاريس الشعر العربي، حيث يهيم الشعراء في أوديته بقصائد الفصحى أو النبطي، كما فعل عبدالله بن خميس في قصيدته الشهيرة "جبل اليمامة الأشم"، وكذلك حين استدعاه الشاعر عبدالعزيز المقبل بقصيدته النبطية، التي يخاطب فيها الجبل الذي يتراءى له بشموخه من مسافات بعيدة.