انمحت مشاعر الحزن والقهر والألم، التي عاشها أبو يامن وصديقه ياسين نعسان أبو عبد الله، بمجرد علمهما بقبولهما في موسم حج 2023.
ويُجمع أبو يامن الذي فقد بصره وصديقه أبو عبد الله الذي فقد إحدى ساقيه، على أن حياة جديدة كتبها الله لهما بعد قبولهما في موسم حج هذا العام.
يصف أبو عبد الله لصديقه أبو يامن المشهد ويقول: "نجلس الآن على قمة الجبل والحرم أمامنا وبرج الساعة وأبراج مكة والحرم. المشهد لا يوصف". ليجيبه أبو يامن ويقول: "أنت عم تشوف، وأنا عم أتخيله بعقلي".
يؤكد أبو عبد الله ان الصداقة التي تجمعه بصديقه أبو يامن لا تقدر بثمن ويختصرها بجملة واحدة: "أنا عينه وهو سندي". ويقول: "بدأت رحلتنا في تركيا عندما قصدناها قادمين من سوريا لتلقي العلاج. اجتمعنا سويا في دار الجرحى لمدة 3 أشهر وأصبحنا أخوة. جمعنا ألم واحد وبقينا على تواصل حتى كتب الله لنا الحج واجتمعنا مرة أخرى على طاعة الله عز وجل".
ويصف أبو يامن مشاعر الشوق الى مكة المكرمة ويقول: "صبرنا كثيرا حتى نصل الى هنا. عندما علمت بقبولي في موسم حج 2023، لم أصدق ذلك. كنت أخبر عائلتي انني لن اصدق حتى أصل الى مكة المكرمة وبالفعل أنا هنا الآن".
بدوره، يشير أبو عبد الله الى انه سبق وأن زار المملكة من قبل، لكنه يؤكد ان "شعور الحج يختلف وهو يكاد لا يصدق انه سيصعد الى جبل عرفات ويؤدي فريضة الحج".
ويتحدث أبو يامن وصديقه أبو عبد الله، عن كرم المملكة وحسن ضيافة شعبها، ويسألان الله ان "يحفظ هذا البلد ويجعله آمنا مطمئنا".
يروي أبو يامن كيف تم استقبالهم في المملكة ويقول: "استقبلونا بالورود ولم يدخروا جهدا حتى اليوم بمساعدتنا في كل كبيرة وصغيرة. احسسنا بإنسانيتنا هنا على أرض المملكة. شعرنا بعروبيتنا وبأن قلب المملكة علينا. رأينا فيها الحنية وجبر الخواطر".
يؤكد أبو عبد الله أن "حياة جديدة كتبها الله له هنا على أرض السعودية ارض الخير والبركة والأمن والأمان"، ليجيبه أبو يامن: "تبارك الله تبارك الله".