قائمة طويلة تشمل السبح والبخور وماء زمزم.. هدايا اشتهر بها الحُجّاج
يوليو 2022,08

لا يُعفى حُجّاج بيت الله الحرام من الهدايا عند عودتهم الى ديارهم بعد أداء مناسك الحج، لاسيما أنهم يغيبون لفترة طويلة عن أهلهم. ليس مهمًا جودة الهدايا وثمنها، لأن قيمتها تكمن في مصدرها.

 فهي تأتي من مكة المكرمة، ومن جوار المسجد الحرام.

 

يحرص الحجاج دومًا على اقتناء الهدايا لأهلهم وأقاربهم بعد الإنتهاء من أداء فريضة الحج. فمتعة التسوق من الأراضي المقدسة لها طابعها المميز.


وعلى الرغم من ضيق الوقت والإرهاق إلا أن الحجاج يشعرون بعد إتمام حجهم بنشاط منقطع النظير، وفرحة كبيرة تجعله ينسى التعب.


قائمة طويلة من الهدايا الخاصة بمكة والمدينة، بأسعار مناسبة للجميع، وبضائع بأشكال وأنواع ذات جودة مختلفة ترضي جميع الحجاج، يكون شراء الهدايا عادة بعد يوم العيد، ويستمر لثاني يوم من أيام التشريق. فالحجاج يشعرون بالهدية وقيمتها قبل أن يشعر بها المهدى إليه. 


ومع توافد المهنئين بالحج، يبدأ الحجاج بتوزيع هداياهم التي حملوها من الديار المقدسة.  إذ يحرص الحجاج على تخليد رحلتهم المباركة بشراء الهدايا والتذكارات التي ترمز إلى تلك الأيام الجميلة، حيث لكل شخص في الأسرة هديته الخاصة بدءًا بالذهب وقطع الأقمشة، مرورًا بأجهزة الجوال وملحقاتها (حديثًا )، وصولًا إلى دهن العود والمسك وغيرهم.


أما الصغار، فكان ولايزال لهم النصيب الأكبر من الهدايا التي لا يجرؤ أحد على نسيانها.  فالاكسسوارات الملونة التي تشمل الأساور والأطواق وغيرها، وألعاب العرائس للفتيات، ومسدسات ورشاشات بلاستيكية للفتيان.


 فيما كانت هناك هدايا مشتركة منها: التلفاز البلاستيكي الصغير الذي يعرض صورًا عن مكة المكرمة عند الضغط على أزراره، وكذلك الكاميرات البلاستيكية الصغيرة التي ترش الماء في وجه الآخرين. 

واختلفت هدايا الحج في أشكالها وأفكارها، على مر الزمن، بسبب التغيّرات التكنولوجية والتطور في الأذواق ومواكبة التقدم في الصناعة. كذلك تتنوع الهدايا من حاج لآخر بسبب الثقافة والقدرة المالية ووسيلة النقل التي جاء عليها. 


فحجاج البر والبحر مثلًا لم يكن يهمهم كبر حجم الهدية أو ثقلها لرخص سعر الشحن على السيارات والسفن، بينما يركز الحجاج العائدون على الطائرات على خفة وزن الهدية اليوم. 


صور الحرمين الشريفين كانت تحظى بشعبية كبيرة قديمًا، ومن الهدايا قديمًا، قبل انتشار الصور الفوتوغرافية وتداولها بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، صور الحرمين الشريفين والمسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة.

 

كانت هذه الهدايا تحديدًا تحظى بشعبية كبيرة من قبل الحجاج. وشملت الهدايا مزامير وألعابًا بدائية، وبعض الحلويات والمكسرات. 


هذا إضافة إلى سجادة الصلاة التي كانت ولاتزال تحمل قيمة معنوية كبيرة خاصة، وأغطية الرأس للرجال (الطواقي) والسبح التي كان يتبارك بها المهداة إليهم على أنها هدية من عند الحبيب صلى الله عليه وسلم. 

كذلك حرص الحجاج على شراء المساويك، والمصاحف، والبخور، والأقمشة، والحناء الذين يخصون بها الكبار من أهاليهم. 


أما الآن، فتحولت الهدايا إلى الملابس والعبايات النسائية والجلباب السعودي والساعات، مروراً بالأنتيكات، وصولًا إلى المشغولات الذهبية بكل أشكالها والتي تشهد إقبالًا متزايدًا. ولاتزال السبح وسجاد الصلاة، والمساويك، والمصاحف، والبخور، والأقمشة، والحناء قواسم مشتركة بين حجاج الماضي والحاضر. 


حتى أن بعض الحجاج يحرصون على اقتناء أحجارًا كريمة مثل (العقيق الأحمر والكهرمان الأصفر والأسود) ويعمد المقتدرون ماديًا منهم فيما بعد إلى صياغة هذه الأحجار ببعض الذهب أو الفضة وارتدائه. 


ماء زمزم هدية مباركة


يظل ماء زمزم محتفظا بوقع خاص في قلوب المهدى إليهم، والهدية المفضلة للأحباب.  ولا تخلو أمتعة الحجاج عند مغادرتهم الديار المقدسة من ماء زمزم، يحملونها إلى بلدانهم كهدايا يكرمون بها الأهل والأصدقاء.  فهي كانت ولا تزال هدية تحمل البركة، وأثرًا من أطهر بقعة على وجه الأرض، ولطالما تاقت النفوس إلى زيارة البيت الحرام، والشرب من معين بئر زمزم. 

ماء زمزم المبارك أعظم هدية يرجع بها الحجاج إلى أهلهم مسرورين. وهي هدية لاتزال مشتركة بين حجاج الزمن القديم والجديد.


وكان البعض يحمل الماء بعبوات صغيرة أو كبيرة إلى بلادهم، ويسقون منها أحبابهم وزوارهم عند عودتهم، نظرًا لمكانتها الدينية والصحية المثبتة علميًا.  قد يكون حمل شراء الهدايا كبيرًا، أكان بزيادة الحقائب أو المال، إلاّ أن جميعها تُعد خفيفة على الحجاج من أجل الأحباب. كل تفصيل فيها مهما بلغ ثمنها ونوعها يحمل ذكريات رحلة العمر. 

جميع الحقوق محفوظة لوزارة الإعلام | المملكة العربية السعودية © 2023