فيما يرى البعض التحديات مبررًا للفشل والتراجع، يراها فريق آخر، فرصة للانطلاق والنمو والازدهار، واكتشاف القدرات وتوظيفها للتقدم والنجاح.
ما يعتقده الفريق الثاني، هو ما أكده المشاركون في جلسات ونقاشات اليوم الأول من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته الثانية في الرياض، حيث أجمع المشاركون على أن التحديات الاقتصادية في العالم كبيرة لكن الفرص أكبر.
المؤتمر الذي يحمل شعار "البوصلة الجديدة"، يسلط الضوء على الحلول الممكنة لمجابهة التحديات الاقتصادية والاعتماد على الاستخدام الأمثل للتقنيات الجديدة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، من أجل النهوض بالاقتصادات العالمية، في ظل ما تشهده من أزمات.
فالعالم بحسب وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، يواجه تحديات كثيرة بدءًا من أسعار الفائدة وتعطل سلاسل التوريد وآثار الجائحة وصولًا إلى التضخم وغيرها، ولكن السعودية تمكنت من تجاوزها وتحويلها إلى نقاط قوة مع وجود الاستقرار السياسي والاقتصادي ونظرة استثمارية بعيدة المدى.
روشتة النجاح التي من خلالها تمكنت المملكة من تحويل التحديات إلى فرص، تتمثل بحسب الفالح، في الاستثمار في الشباب وريادة الأعمال والابتكار والتقنيات الحديثة، بالشراكة مع الدول الصديقة والشركات الأجنبية، مع وجود بيئة استثمارية جاذبة.
وتطرق الفالح إلى النقاط المحورية لرؤية السعودية 2030، التي عملت على رسم الأسس الاستثمارية، واستثمرت موقع المملكة على مفترق الطرق بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وجعلتها مركزًا للتجارة والارتباط بين دول العالم.
لم يذهب وزير الاقتصاد والتخطيط، فيصل الإبراهيم، في رأيه بعيدًا عن الفالح، حيث أكد أنه رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي، فإن المملكة استطاعت المضي لتصبح مركزًا عالميًا وسوقًا جاذبة للاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم.
ويرى الإبراهيم أن المملكة لديها وضوح في السياسات وأداء يتسم بالشفافية، وتركز على مشاريع عملاقة في قطاعات مثل: خدمات التصدير، وخدمات السياحة، والتشييد والإعمار.
بدوره، سلط رئيس البنك الدولي، أجاي بانغا، الضوء على التحديات الجيوسياسية والأزمات الدائرة في مختلف دول العالم، مفيدًا بأن الاقتصاد العالمي سيصبح في وضع جيد ومطمئن إذا تكاتفت الجهود، داعيًا إلى تحمل المسؤولية لمواجهة التحديات، مثل: تحول الطاقة، والديون.
يذكر أن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺒﺎدرة ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر، تسعى إلى اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺪرﺗﻬﺎ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻋلى ﺟﻤﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﺎدة ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ واﺣﺪ، ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﻛبر اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﺄﺛير إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋلى اﻹﻧﺴﺎن.