تناول كبار الممولين في وول ستريت من الرؤساء التنفيذيين لأكبر المصارف والبنوك العالمية، خلال مشاركتهم في منتدى مستقبل الاستثمار، آثار التداعيات الاقتصادية للصراعات الدولية، جنبًا إلى جنب مع الديون القياسية والارتفاعات التي شهدتها أسعار الفائدة عالميًا، ومستقبل الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي.
وقدم لورانس فينك، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، وديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس، وجيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان، وجين فريزر الرئيسة التنفيذية لبنك سيتي؛ تصوراتهم حول مستقبل الاقتصاد العالمي على طاولة المبادرة المنعقدة في الرياض، والتي شهدت حضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي جلسة رئيس كوريا الجنوبية.
ولم يغفل المشاركون الآثار الاقتصادية للصراعات الإقليمية والدولية، حيث قال لورانس فينك "ليس هناك شك في أنه إذا لم يتم حل هذه الأمور، فمن المحتمل أن يعني ذلك المزيد من الإرهاب العالمي، الذي يؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن، وهو ما يترتب عليه أن تسود المخاوف المجتمع وتتعرض اقتصاداتنا للانكماش".
وعادة ما يستغل المشاركون في هذا الحدث السنوي فرصةً لبناء علاقات مع بعض من كبرى الشركات في المملكة، وصندوق الثروة السيادي السعودي الذي تبلغ قيمة أصوله 778 مليار دولار، إذ يجذبهم بريق الأمل في إبرام الصفقات في الوقت الذي تنفذ فيه المملكة خطة إصلاح طموحة تهدف لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
وقال راي داليو، مؤسس صندوق التحوط "بريدج ووتر أسوشيتيس" "إذا نظرت إلى الأفق الزمني، فإن السياسات النقدية التي سنراها وأشياء أخرى، سيكون لها تأثيرات أكبر على العالم، وعندما تنظر إلى الفجوات العالمية، فمن الصعب أن تشعر بالتفاؤل حيال ذلك".
كما حذر نويل كوين الرئيس التنفيذي لمجموعة إتش.إس.بي.سي من مخاطر الديون الحكومية الثقيلة، وقال "أشعر بالقلق بشأن نقطة التحول فيما يتعلق بالعجز المالي، عندما تأتي هذه النقطة ستأتي بسرعة، وأعتقد أن هناك عددًا من الاقتصادات في العالم، التي يمكن أن تحدث فيها نقطة التحول وستكون شديدة القسوة".
وتحدث ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس عن إبرام الصفقات التي شهدها قطاع الطاقة في العالم. وأشار ستيفن شوارزمان، المؤسس المشارك رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون، إلى التهديد الذي يواجهه المستثمرون في المباني الإدارية، التي غالبًا ما تكون خالية الآن في وقت ما بعد الجائحة.
ويسعى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى تعزيز مكانة المملكة، وتأمين تحالفات استثمارية وتجارية، حيث يهدف منتدى هذا العام إلى إظهار هذا التحول نحو الشرق.
وتسير السعودية في طريقها ضمن خطة التحول الاقتصادي الطموحة لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على الطاقة، والنهوض بالقطاعات الصناعية والاستثمار في القطاعات الواعدة وزيادة عدد السياح، وتوليد فرص العمل، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية.